بعد استشهاد المتضامنة الامريكية بنابلس.. واشنطن تبتلع لسانها
ابتلعت الولايات المتحدة لسانها، بعد استشهاد المتضامنة الامريكية برصاص الاحتلال جنوب نابلس، ما اثار العديد من التساؤلات حول تباين مواقف واشنطن تجاه حتى من يحملون الجنسية الامريكية.
لم يمضِ سوى يومين على وصول الشابة الأميركية من أصول تركية، عائشة - نور إيغي البالغة من العمر (26 عاماً)، إلى فلسطين للمشاركة في دعم وحماية المزارعين الفلسطينيين من انتهاكات الاحتلال والمستوطنين، حتى استشهدت برصاصة أطلقها قناص من جيش الاحتلال الإسرائيلي، كان يعتلي تلة في بلدة بيتا جنوب نابلس، عليها. واستقرّت الرصاصة في رأس الناشطة، وأدّت إلى خروج الأنسجة من دماغها، وذلك خلال مشاركتها وعدداً من المتضامنين الأجانب مع أهالي البلدة في المسيرة الأسبوعية المناهضة للاستيطان، والمطالِبة بإخلاء البؤرة الاستعمارية «أفيتار» المُقامة على أراضي الفلسطينيين في قمة جبل صبيح.
وليست هذه المرة الأولى التي يستهدف فيها الاحتلال المتضامنين الأجانب هناك؛ إذ أصيب قبل نحو أسبوعين متضامن أميركي برصاص حي في الركبة، والأربعاء الماضي، اعتدى مستوطنون على متضامنَين أجنبيين في بلدة قصرة جنوب نابلس، ما أدّى إلى إصابتهما بكسور ورضوض، فضلاً عن اعتداء هؤلاء على ثلاثة متضامنين أجانب خلال تواجدهم لحماية المزارعين في البلدة نفسها، قبل نحو شهر.
وأعادت هذه الحادثة إلى الأذهان مقتل المتضامنة الأميركية، راشيل كوري، عام 2003، عندما سحقتها جرافات الاحتلال في مدينة رفح جنوبي قطاع غزة، حيث كانت بوجه آلية عسكرية إسرائيلية أثناء هدمها منازل المواطنين.
وإزاء ذلك، أعرب وزير الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكن، أثناء تواجده في جمهورية الدومينيكان، عن «أسفه» للحادثة التي وصفها بـ«الخسارة المأساوية»، وعندما سُئل عمّا إذا كانت الولايات المتحدة ستتخذ إجراءات ضد إسرائيل على هذه الخلفية، قال بلينكن: «أولاً وقبل كل شيء، دعونا نعرف ما حدث بالضبط وسوف نستخلص الاستنتاجات والنتائج»، مضيفاً أنه «عندما نحصل على مزيد من المعلومات، سوف نقوم بمشاركتها، وإتاحتها، وسوف نتخذ إجراءات بناءً عليها حسب الضرورة»، علماً أن جيش الاحتلال الإسرائيلي اعترف بأن قواته هي التي أطلقت النار، مبرّراً ذلك بأنها كانت ترد على نشاط عنيف.
ما بات واضحا هو ان واشنطن غضت الطرف عن هذه الجريمة المتعمدة، وابتلعت ادارة بايدن، لسانها، ما يؤكد مجددا على سياسة ازدواج المعايير التي ينتهجها الغرب حتى تجاه شعوبه، فعندما تتعلق الجريمة بالفلسطينيين او بالمتضامنيين معهم ، يصبح لا قيمة لحياتهم، حتى لو كان هؤلاء المتضامنيين حاملي جنسيات اجنبية، وفي المقابل تضج وسائل الاعلام على محتجز امريكي او اجنبي في قطاع غزة.
هي سياسة الكيل بمكيالين التي تنتهجها السياسة الغربية والتي لم تعد تتعلق بالفلسطينيين فحسب بل تجاه كل حر على وجه هذه الارض.