غزة تنزف: مجازر جديدة ترفع حصيلة الشهداء والمصابين إلى أرقام صادمة
في فجر اليوم الثلاثمئة و ثلاثة و ثلاثين من العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، تتواصل المأساة بارتفاع عدد الشهداء والمصابين، حيث قصف الاحتلال خيام النازحين والمنازل السكنية، ليضيف إلى حصيلة الضحايا مشاهد جديدة من الألم والفقد
غزة تستفيق مجددًا على أصوات القصف التي باتت جزءًا من حياتها اليومية، في اليوم الـ٣٣٣ للعدوان الإسرائيلي المستمر الذي يحصد الأرواح ويدمر البيوت دون هوادة. فجر الثلاثاء، امتدت يد الاحتلال إلى خيام النازحين في خانيونس جنوب القطاع، لتسلب حياة مدنيين بينهم طفل، وتترك آخرين بين الحياة والموت.
لم يكن هذا الهجوم الأول من نوعه، فوسائل الإعلام الفلسطينية قد أفادت سابقًا عن سقوط مصابين ومفقودين جراء قصف مروحي "إسرائيلي" على معمل يؤوي نازحين شمال غربي خانيونس، مضيفة إلى سجل المجازر الطويل الذي لم يتوقف منذ بداية العدوان.
ومع مغيب شمس الاثنين، كان الموت يتربص بخمسة فلسطينيين آخرين في مخيم جباليا شمالي القطاع، حيث استهدف القصف تجمعًا للمواطنين أمام مدرسة الفاخورة التي تأوي نازحين. هذا الهجوم المروع، كما أوضحه محمود بصل، المتحدث باسم جهاز الدفاع المدني بغزة، لم يترك للمجتمع الدولي سوى أن يشهد على جريمة أخرى تضاف إلى سلسلة المجازر التي يرتكبها الاحتلال يومًا بعد يوم.
وفي الوقت ذاته، استمرت طائرات الاحتلال في قصف المنازل والمناطق السكنية دون تمييز. ففي حي التفاح شرقي مدينة غزة، استهدف الاحتلال منزلًا لعائلة الأنقح، مما أسفر عن إصابات لم يحدد عددها بعد. وفي رفح، كانت طواقم الإسعاف تسابق الزمن لانتشال جثامين أربع شهيدات من عائلة واحدة، بعد أن قصف الاحتلال منزلهم، ليتم نقلهم إلى مستشفى ناصر الطبي في خانيونس.
مع مرور الوقت، تتوالى الأنباء عن سقوط المزيد من الشهداء والإصابات في مختلف أنحاء القطاع. في حي الزيتون شرق مدينة غزة، أدى القصف إلى استشهاد ثلاثة فلسطينيين وإصابة آخرين، فيما نقل شهيد وخمسة مصابين إلى المستشفى المعمداني بعد استهداف الاحتلال لتجمع في شارع النديم.
وفي الوقت ذاته، لم تتوقف طائرات الاحتلال المسيرة والمدفعية عن قصف مناطق متعددة في مدينة غزة، بما في ذلك محيط الكلية الجامعية جنوب المدينة، وحي تل الهوا غربًا، حيث أجريت عمليات نسف للمباني السكنية دون رحمة.
وفي خضم هذا التصعيد، أصدرت وزارة الصحة الفلسطينية بيانًا مفجعًا عن ارتكاب الجيش "الإسرائيلي" ثلاث مجازر جديدة ضد العائلات الفلسطينية خلال الـ٢٤ ساعة الماضية، مما رفع حصيلة الشهداء إلى 40786 شهيدًا، إضافة إلى 94224 جريحًا، منذ بدء العدوان في السابع من تشرين الأول/ أكتوبر الماضي
وبينما يستمر هذا العدوان الهمجي، يبقى القطاع يعاني من نقص حاد في الرعاية الصحية، مع تفاقم أعداد الضحايا وعدم قدرة الطواقم الطبية على التعامل مع هذه الكارثة الإنسانية المتواصلة. غزة اليوم تواجه مأساة كبرى، ومع كل قذيفة تسقط، يتعمق جرحها الذي لا يندمل، في ظل صمت دولي مطبق، وصمود لا يعرف الانكسار.