الاحتلال يواصل عدوانه على غزة والمجازر مستمرة
لليوم الواحد و الثلاثين بعد الثلاثمئة على التوالي، تستمر آلة الحرب الصهيونية في قصف قطاع غزة، مُخلِّفةً وراءها دمارًا هائلًا ومجازر مروعة بحق المدنيين، فيما يزداد عدد الشهداء والجرحى يومًا بعد يوم، في ظل صمت دولي مخجل.
لليوم الـ331 على التوالي، يستمر العدوان الصهيوني الوحشي على قطاع غزة، غارات وقصفٌ عنيفٌ يُحول الأرض إلى جحيمٍ لا يُطاق، ولا يترك خلفه سوى الدمار والدماء. طائرات الاحتلال ومدفعيته تواصل إلقاء حمولاتها المميتة على منازل الآمنين وتجمعات النازحين، لا تفرق بين صغير أو كبير، شيخ أو طفل. رفح، خان يونس، غزة، كل زاوية من هذا القطاع الصغير باتت مسرحًا لمجازر لا يمكن أن يتصورها عقل.
في صباح هذا اليوم، حينما كانت العائلات تُحاول أن تجد ملاذًا آمنًا بعيدًا عن القصف، كانت طائرات الاحتلال تحلق فوق رؤوسهم، تُلقي بحممها على السطر الغربي في خان يونس، في الوقت نفسه كانت المدفعية تُدكّ بلدة الفخاري بلا رحمة. وفي مشهد يختصر مأساة غزة، استشهد ثلاثة من المواطنين فجراً تحت أنقاض منزل لعائلة حنظل في جباليا، بلال أبو خاطر، وأحمد البحري، وطلال أبو حجر، أسماء تُضاف إلى قائمة الشهداء التي تزداد طولًا مع كل يوم يمر.رفح، المدينة التي لم تعرف الهدوء منذ بدء العدوان، كانت اليوم على موعد مع نكبة جديدة، حيث نسفت قوات الاحتلال ثلاثة مربعات سكنية، وحلقت الطائرات فوق الكلية الجامعية جنوبي مدينة غزة، تقصف بلا توقف، بينما زوارق الاحتلال الحربية تُضيف المزيد من الموت في الغرب.
صلاح الدين، الزوايدة، جباليا، الزيتون، النصيرات، التفاح... أسماء أحياء ومناطق باتت تُمثل عناوين لمأساة العصر، تُقصف بلا رحمة، كل زاوية فيها تُذكرنا بأن غزة تعيش واحدة من أحلك فصول تاريخها.
وزارة الصحة في غزة أصدرت تقريرها اليومي، مشيرة إلى ارتكاب الاحتلال لخمسة مجازر في 48 ساعة فقط، 89 شهيدًا و205 جريحًا، وأرقامٌ مرشحة للارتفاع مع استمرار القصف. كل رقم في هذا التقرير يُمثل حياة، عائلة، حلمًا دُفن تحت الأنقاض. منذ السابع من أكتوبر الماضي، ارتفعت حصيلة العدوان إلى 40,691 شهيدًا و94,060 مصابًا، أرقامٌ تُجسد حجم المأساة التي يعيشها شعبٌ يُصارع للبقاء في وجه آلة الحرب الصهيونية.
إنها غزة، الجرح النازف الذي يأبى أن يلتأم، حيث الموت أصبح جزءًا من الحياة، والدمار مشهدًا يتكرر يومًا بعد يوم، في انتظار أن تُشرق شمس السلام على أرضٍ تستحق الحياة.