عدوان مستمر على غزة: تدمير لكل مقومات الحياة والشهداء في تزايد
وسط صمت دولي، يتواصل العدوان الإسرائيلي على غزة، حاصدًا أرواح المزيد من الشهداء، ومحولًا المنازل إلى ركام، في مشهد مأساوي يزداد سوءًا كل يوم.
يزداد العدو وحشية في قطاع غزة يرتكب المزيد من المجازر ويدمر كل مقومات الحياة، خلال الساعات القليلة الماضية ، استفاق سكان حي الزيتون بمدينة غزة على وقع مأساة جديدة، حيث استهدفت غارة إسرائيلية غادرة منزلًا يعود لعائلة "حجاج". ما بين حطام المنزل المدمر وصيحات الفزع والألم، ارتقت أرواح ثلاثة شهداء إلى العلياء، بينهم طفلة لم تتجاوز ربيعها السادس، فيما يرقد عدد من الجرحى في مستشفى المعمداني، بعضهم بين الحياة والموت.
هذه الغارة ليست إلا واحدة من سلسلة الاعتداءات المتواصلة التي ينفذها جيش الاحتلال الإسرائيلي ضد المدنيين العزل في غزة، إذ منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي، يمطر الاحتلال القطاع بالقذائف والصواريخ، ضاربًا عرض الحائط بأبسط حقوق الإنسان. في كل يوم جديد، يرتفع عدد الشهداء، وتُسجل المزيد من الأسماء في قائمة الإبادة الجماعية التي تُرتكب بحق شعب غزة.
ما حدث لعائلة "حجاج" ليس معزولًا؛ إذ استشهد ثلاثة آخرون في قصف استهدف شقة سكنية لعائلة "الشطلي" بمخيم النصيرات، حيث لم تنجُ حتى أسقف المنازل من جنون القصف. وفي مخيم المغازي، فقدت عائلة "كردية" طفلين بريئين، يامن وعصام، لتكون ضحايا جديدة في سلسلة الجرائم التي تُرتكب بحق الأطفال قبل الكبار.
ومع كل ساعة تمر، يُضاف اسم جديد إلى قائمة الشهداء؛ أربعة آخرون استُشهدوا في شارع العجارمة بمخيم جباليا، بعدما استهدفتهم صواريخ الاحتلال وهم على الأرض، وسط منازلهم.
وفيما تُواصل طائرات ومدفعية الاحتلال استهداف المنازل في حي الزيتون والمناطق الأخرى، ترتفع حصيلة الشهداء إلى 40602 شهيدًا، بينما تجاوز عدد المصابين 93855 جريحًا، في مشهد يُجسد أبعاد الكارثة الإنسانية التي يعيشها القطاع.
تستمر مأساة غزة بلا توقف، في ظل عجز المجتمع الدولي عن إيقاف نزيف الدماء، حيث يُقتل الأطفال في أحضان أمهاتهم، وتُهدم المنازل فوق رؤوس سكانها. إن ما يحدث في غزة ليس سوى وصمة عار على جبين الإنسانية، فهل من مجيب لصوت الضحايا؟