محور فيلادلفيا: الطريق الى حصار غزة للابد
وفي وقت صادقت فيه الكابينت على البقاء في فيلادلفيا واشعل المعبر المواجهة بين نتنياهو وغالانت ، ما هي طبيعة هذه المنطقة وكيف كانت تدار قبل طوفان الاقصى، وما المرجو اسرائيليا من البقاء فيه؟
فيلادلفيا عقدة المنشار في الداخل الصهيوني والمحور الذي لم يَخْلُ تصريح لرئيس حكومةِ الاحتلالِ بنيامين نتانياهو من دونِ أنْ تكون فيلادلفيا في صدارتِه، ولا سيما بعدما فرضَ الاحتلالُ سيطرةً عملانيَّة عليه.
هو محور اِستراتيجي وبِمنزلة مَنطِقة عازلةٍ بين قطاع ِغزةَ ومصرَ لا يتجاوزُ عرضُهُ مئاتِ الأمتار ِ، يمتد بطولِ نحو ِ خمسةَ عشرَ كِيلومِتراً منَ البحر ِ المتوسِّطِ حتى مَعبر ِ كرم ِأبو سالم على الأراضي الفِلسطينيةِ المُحتلّة.
سمَحت اِتفاقية كامب ديفيد للكيان الصهيوني ومصرَ بنشر ِ قوات محدودة العدد والعَتادِ ومحددةٍ بالأرقام ونوعيَّاتِ السلاح والآليَّاتِ بزعم القيام بدوريَّاتٍ على طولِ الشريط الحُدودِّي لِمنع ِ التهريبِ والتَسلُّل والأنشطةِ الأخرى.
في أيلولَ سبتمبر عامَ ألفين ِ وخمسةٍ، اِنسحبتْ قوات العدو من فيلادلفيا في إطار خُطةِ فكِ الارتباط ِ معَ قطاع ِغزة، وإثرَ توقيع اِتفاقِ فيلادلفيا بين مصرَ والكيان الغاصب نص على نشر ِ قواتٍ مِصريةٍ على الحُدودِ الفاصلةِ معَ قطاع ِغزة، مُهِمَّتُها تتركَّزُ بحسب زعم العدو على مُكافحةِ الإرهابِ والتسللِ عبرَ الحدودِ والتهريبِ والكشفِ عن الأنفاق.
بعد عمليةِ طـُوفان ِالأقصى بدأ َ الاحتلالُ بتطويق ِقطاع غزةَ من كلِّ الجِهات، وأصبحَ محورُ فيلادلفيا إحدى أهمِّ المناطق الاستراتيجيةِ المُستهدَفةِ، في الخُطةِ الإسرائيليةِ لِعزلِ القطاع من خلالِ إجراءِ تفتيش أمنيّ ، وفرْض رقابةٍ على حركة المرور.
في شُباطَ فبراير الماضي، كشفتِ القناةُ الثالثةَ عشْرةَ في هيئةِ البثِّ الإسرائيلي عن رغبةِ حكومةِ نِتنياهو، في نقْلِ موقع ِمَعبَر رفح، لِيكونَ قريباً من معبرِ كرم أبو سالم، بِهدفِ استعادةِ تل ابيب سيطرتَها الأمنية على المَعبرِ.
وواصلَ جيش العدو نشرَ مزاعمِه وتلفيقاتِه، متهِما حركةَ حماس باستخدام مِحور ِفيلادلفيا، لِتهريبِ الأسلحةِ والبضائع ِإلى داخلِ قطاع ِغزة، وادَّعى الاحتلالُ بِعثورِهِ على عِشرينَ نفَقاً لِتهريبِ الأسلحةِ، وهْوَ ما نَفَتْهُ مصرُ رسمياً، حيث اِتَّهمَ مسؤول مِصري كبير الكيان الصهيوني ، بتوظيفِ هذه الادعاءاتِ لتبريرِ مواصلةِ احتلالِها، وإطالةِ أمدِ الحربِ لأغراض ٍ سياسية، واليوم تاتي موافقة الكابينت على البقاء في المحور كدليل على ان تل ابيب تريد ان تبقى هناك تحت اي مبرر