جبهة الإسناد اليمنية تعمّق مأزق العدو وتهوي باقتصاده
تأثير العمليات العسكرية اليمنية في البحر الأحمر على الاقتصاد الإسرائيلي يُشغل الأوساط الصهيونية والغربية التي تؤكد أن الحصار اليمني يُعطّل أهم القطاعات الحيوية للكيان الصهيوني ويكبده خسائر اقتصادية كبيرة.
أكثر من ثلاثمئة يوم من عمليات الإسناد اليمنية للشعب الفلسطيني ومقاومته ضمن معركة طوفان الأقصى ضد العدو الإسرائيلي، عمليات خلفت تداعيات كبيرة على اقتصاد العدو، انطلاقا من أن دعم اليمن لغزة ليس مجرد شعار أو دعم معنوي بل دعم عملي فعلي أربك الحسابات الإسرائيلية.
ولأن دعم غزة ليس مجرد موقف سياسي بل التزام إنساني وأخلاقي يتجاوز الحدود، يواصل اليمن عمليات الإسناد المؤثرة والفاعلة، والتي تنشغل وسائل الإعلام الاسرائيلية والغربية بإحصاء تداعياتها وما خلفته من أضرار كبيرة على اقتصاد العدو وداعميه.
وفي هذا السياق أكدت وكالة أسوشيتد برس الأمريكية أنه ومع استمرار عمليات القوات المسلحة اليمنية، فإن الحصار اليمني على الموانئ الفلسطينية المحتلة، يعطّل أهم القطاعات الحيوية للكيان الصهيوني، الأمر الذي يكبده خسائر اقتصادية كبيرة.
الوكالة أضافت أنه ورغم محاولات رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو، تهدئة المخاوف بالقول إن الضرر الاقتصادي مؤقت فقط إلا أنّ الحرب الأكثر دمويةً وتدميراً على الإطلاق ألحقت الضرر بآلاف الشركات الصغيرة، وأضعفت الثقة الدولية في اقتصاد كان يُنظر إليه ذات يوم على أنه دينامو ريادة الأعمال.
ونقلت الوكالة تصريحات ما كانت توصف برئيسة البنك المركزي الإسرائيلي السابقة، كارنيت فلوج، والتي قالت فيها إن الاقتصاد في الوقت الحالي يعاني من حالة من عدم اليقين الهائلة، وهذا مرتبط بالوضع الأمني.
وشدّدت على أن الطبيعة المطولة للقتال، والتهديد بالمزيد من التصعيد مع إيران وحزب الله، لهما تأثير قاسٍ بشكل خاص على السياحة، التي ورغم أنها ليست محرّكاً رئيسياً للاقتصاد، إلا أن الضرر لحق بآلاف العمال والشركات الصغيرة.
كما نقلت الصحيفة تصريحات مسؤول في أحد موانئ فلسطين المحتلة تحفظت على اسمه، قال فيها إنه مع هجمات اليمنيين على السفن، توقفت العديد من السفن التي تقطع مسافات طويلة عن استخدام الموانئ الإسرائيلية كمراكز رئيسية.
الصحيفة أضافت أن الموانئ الإسرائيلية شهدت انخفاضاً كبيراً غير مسبوق، في الشحن في النصف الأول من العام، في إشارة إلى حجم تأثير الضربات اليمنية وانعكاساتها المباشرة على اقتصاد العدو الصهيوني.
ومع تآكل الاقتصاد الصهيوني نتيجة ضربات المقاومة الفلسطينية وجبهات الاسناد في اليمن ولبنان والعراق، صرح لأسوشيتد برس جاكوب شينين الخبير الاقتصادي الصهيوني الذي يتمتع بخبرة تمتد لعقود في تقديم المشورة لرؤساء الوزراء الإسرائيليين بالقول إن التكلفة الإجمالية للحرب قد تصل إلى 120 مليار دولار، أو 20% من الناتج المحلي الإجمالي للكيان، وهو مقياس واسع للنشاط الاقتصادي.
بالمحصلة فإن كيان العدو قادم على أزمة أكبر وأعمق اذا ما واصل عدوانه على غزة، سيما وان معظم القطاعات الاقتصادية الحيوية داخل كيان العدو تعرضت لشلل تام جراء تراجع الواردات والصادرات بفعل إغلاق ميناء أم الرشراش ايلات بأمر يمني، بالتوازي مع ملاحقة سفن العدو في مسرح بحري واسع.