عملية الأربعين تربك قادة العدو والمستوطنين.. وعجز عن تقديم رواية قابلة للتصديق
اما وسائل اعلام العدو، فسرعان ما بدأت بالتحليلات والتأويلات وكل منها يغرّد خارج سرب الأخرى، ليتبيّن ان العدو ليس لديه اي علم عن الضربة ولا عن المكان المستهدف، ليظهر حجم الارباك والقلق الكبيرين ما ادى الى فتح الملاجئ وإلغاء رحلات الطيران
في المعركة الجارية بين العدو الصهيوني والمقاومة الاسلامية في لبنان يحكمها صراع السرديات، فعند كل عملية للمقاومة وحتى عند اطلاق الهدهد بكل اجزائه، يحاول العدو قولبة الحدث بسردية تناسبه او تقلل من اهميته، الا انه في عملية الاربعين بدا عاجزا عن تقديم رواية كاملة صلبة وواضحة وقابلة للتصديق.
كلام السيد نصرالله في هذا الجانب، عكس حجم ازمة الثقة القائمة بين جمهور الكيان وقيادته، ويعود ذلك الى القدر الكبير من الكذب والاحتيال على الوقائع حتى باتوا يصدقون السيد نصرالله اكثر من قياداتهم.
وعلى صعيد قادة العدو، بدا واضحا ان نتنياهو كان مستعجلا لاعلان انتصار، واضطر للامساك بنفسه، والبقاء امام الشاشات يراقب ويستمع الى معلومات العسكريين من حوله، وهم يقولون له إن صواريخ حزب الله ومسيّراته عبرت الحدود باتجاه مواقع داخل الكيان وصولاً الى تل ابيب، وبدا واضحا من كلامه وشكله حجم الاحباط حيث لم يظهر عليه اي مشهد تباه او لحظة انتصار انما حاول ان يظهر بهذا الشكل.
نتنياهو الذي تلاحقه الخيبة اوعز الى وزراء ونواب حزب الليكود بعدم الإدلاء بتصريحات، ما يؤكد أن نتنياهو لديه ما يخفيه عن الإسرائيليين بخصوص هجوم المقاومة.
اما الجبهة الداخلية فبدت في حالة إرباك عقب توسّع دائرة القصف، وتبادل الهجمات التي تعتبر الأوسع منذ حرب لبنان الثانية عام 2006، والتي تعزز احتمال اندلاع حرب شاملة.
وتحسبا لأي طارئ أعلنت حكومة العدو إجراءات الطوارئ على الجبهة الداخلية، وعلى رأسها تعليق الطيران في مطار بن غوريون لعدة ساعات، فيما وأصدرت قيادة الجبهة الداخلية بالجيش الصهيوني تعليمات بفرض القيود على التجمعات وإلغاء الأحداث والاحتفالات في الوسط والشمال ومنطقة تل أبيب الكبرى، وإغلاق المتنزهات والمنتجعات وشواطئ السباحة، وإلغاء التعليم الأكاديمي في الجامعات والكليات.
وخشية من مواجهة شاملة الأيام المقبلة، شهدت المحلات التجارية بالمدن في إسرائيل، ومن ضمنها منطقة تل أبيب الكبرى إقبالا على التسوق والتزود بالمواد التموينية والغذائية، والعودة على وجه السرعة للمنازل في ظل التوتر الأمني وتوسّع المواجهة العسكرية.