24 آب , 2024

حركة نزوح نحو المجهول.. لا مكان آمن في غزة واوامر الاخلاء مستمرة

دفعت أوامر جيش الاحتلال الجديدة بإخلاء المزيد من المناطق السكنية شرقي محافظة خانيونس جنوبي قطاع غزة، آلاف النازحين إلى التوجه إلى مدينة دير البلح المجاورة، وسط القطاع، ليزيد ذلك عليهم عبئا كبيرا وسط الافتقاد لكل مقومات الحياة.

لم يبق مكان للعيش في غزة، وبات الفلسطينيون وأعداد كبيرة منهم من النازحين، يتكدسون في جيوب صغيرة متاحة كمأوى في ظروف إنسانية صعبة للغاية.

وزادت أوامر الإخلاء والنزوح المتكرر من البؤس الذي يعيش فيه أهل غزة، إذ أصدر العدو خلال شهر أغسطس وحده 11 أمراً بالإخلاء، مما حضّ 250 ألف شخص على مغادرة أماكن تواجدهم بما يعادل 12 بالمئة من السكان.

وقد دفعت أوامر جيش الاحتلال الإسرائيلي الجديدة بإخلاء المزيد من المناطق السكنية شرقي محافظة خانيونس جنوبي قطاع غزة، آلاف النازحين إلى التوجه إلى مدينة دير البلح المجاورة، وسط القطاع.

وبحسب شهود عيان، لم تكن الإخلاءات الجديدة محصورة بالمناطق الشرقية من الجنوب، بل فوجئ آلاف النازحين الذين نصبوا خيامهم من شرق بلدة القرارة الواقعة بين خانيونس ودير البلح وحتى غربها، باجتياح دبابات الاحتلال من اتجاه منطقة أبراج حمد في خانيونس، ما دفعهم أيضاً إلى الهروب والتوجّه إلى الدير تاركين وراءهم أمتعتهم.

وبالتالي اصبحت هذه المدينة المعروفة بصغر مساحتها، من أكثر المناطق الفلسطينية ازدحاماً وتكدّسا بالنازحين، بعدما باتت تستضيف نحو مليون نسمة، أو 50% من مجموع سكان القطاع.

اما على المستوى الصحي، فالمؤسسات في المدينة ليست مستعدّة للتعامل مع هذا العدد الكبير من النازحين، إذ يقول مدير عام المكتب الإعلامي الحكومي في غزة، إسماعيل الثوابتة، في تصريحات صحفية إن دير البلح تضمّ مستشفى شهداء الأقصى الذي لا يُعدّ مستشفى رئيسياً في القطاع، ولكن بسبب الدمار الذي لحق بالمؤسسات الصحية والمستشفيات أصبح يحمل عبئاً كبيراً يتجاوز أضعاف إمكاناته.

واشار  إلى أن الإخلاءات الجديدة من خانيونس إلى دير البلح، ضاعفت من التحديات التي تواجه المستشفى، إذ أصبح مستنزفاً بشدّة وغير قادر على تحمّل مسؤولياته تجاه المزيد من النازحين.

ومن جانبها أعلنت لجنة طوارئ بلدية دير البلح، في بيان، أن التكدّس السكاني ضاعف من استهلاك المياه التي توفّرها البلدية، الأمر الذي أخرج 10 آبار مياه من الخدمة، وتسبّب بفقدان 9000 كوب يوميّاً، مبيّناً أن هذه الآبار كانت تنتج 60% تقريباً من كميات المياه التي يتمّ ضخّها للسكان والنازحين في دير البلح، ما يضع المنطقة أمام تحديات رهيبة.

ويبقى الاحتلال يعتمد سياسة التضليل، اذ ضلّل العالم في ما يتعلّق بالمنطقة التي سمّاها زوراً بالمنطقة الإنسانية الآمنة، وعمل تدريجياً على تقليص مساحتها وخنْق النازحين أكثر فأكثر داخلها في سياسة متعمدة للضغط على الفلسطينيين لتحقيق هدفه الاسمى وهو التهجير القسري.

Add to Home screen
This app can be installed in your home screen