اعلام العدو: الشمال يحترق.. والاضرار تطال 200 الف دونم
كشفت وسائل الإعلام الإسرائيلية عن أضرار جسيمة طالت مساحات شاسعة من الغابات والمحميات الطبيعية، مما يشير إلى حجم الخسائر التي تعانيها “إسرائيل” في مواجهة ضربات المقاومة الاسلامية في لبنان
الشمال يحترق".. عنوانٌ تختزله ألسنة اللهب التي التهمت قرابة 200 ألف دونم من الأراضي في شمال فلسطين المحتلة منذ اندلاع الحرب، لترسم واقعاً مريراً يعكس حجم الخسائر التي تكبّدتها "إسرائيل" أمام حزب الله. فقد كشفت وسائل إعلام إسرائيلية عن مشهدٍ كارثيٍ لطالما كان في مخيلة الاحتلال، حيث أصبحت الجبال والوديان مرتعاً للنيران التي اشتعلت من الجولان حتى الجليل.
في هذا السياق، اعترفت صحيفة "معاريف" الإسرائيلية بأنّ الأضرار التي لحقت بالغطاء النباتي والثروة الحرجية لم تشهد لها "إسرائيل" مثيلاً من قبل. وبحسب تقارير هيئة الطبيعة والحدائق التابعة للاحتلال، فإن الحرائق الحالية قد فاقت بامتدادها ومدى تدميرها حتى حرائق العدوان الإسرائيلي على لبنان في عام 2006 وحريق "الكرمل" المدمّر في عام 2010.
في الجولان، حيث الطبيعة الجافة وقابلية النباتات للاشتعال، تضررت مساحة تقارب 114 ألف دونم، فيما شهد الجليل احتراق 74 ألف دونم أخرى، منها آلاف الدونمات من الغابات والمحميات الطبيعية، محوّلة إياها إلى رماد. وتعرّضت محميات "راميم" و"ناحال ديشون" و"بانياس" لدمارٍ هائل، ما جعل البيئة في شمال فلسطين المحتلة شاهدةً على حجم هذا الخراب.
إنها خسائر لا تقاس بالمساحات فحسب، بل بحجم التأثير البيئي والاقتصادي الذي سيعانيه الاحتلال لسنواتٍ قادمة. فالأرقام التي تجاوزت 200% عن حرائق الأعوام السابقة لا تروي إلا جزءاً من الحكاية، بينما تتزايد التساؤلات حول قدرة الاحتلال على مواجهة تبعات حربٍ أشعلت ليس فقط الأوضاع الأمنية والسياسية، بل حتى الطبيعة ذاتها.