مساعدات واحتياجات غزة.. ورقة ضغط جديدة يتسلح بها العدو الاسرائيلي
على ضوء المحاولات الامريكية للتوصل الى صفقة تبادل تلبي مصالح العدو الإسرائيلي لا الشعب الفلسطيني، يلجأ كيان الاحتلال الى سلاح التجويع والتهجير ومنع الاحتياجات الأساسية عن أهالي غزة كوسيلة للضغط السياسي على المقاومة وهو ما تجلى من الخلال المقترح الأمريكي الجديد.
هذه غزة.. حيث يبحث أبناؤها عن الطعام والمياه دون جدوى بعد أن تحولت احتياجات الشعب الفلسطيني الاساسية الى ورقة ضغط سياسية بوجه واشنطن وتل ابيب.
علينا عزل غزة بشكل كامل دون كهرباء ولا ماء ولا وقود ولا بضائع.. قالها زعيم حزب إسرائيل بيتنا أفيغدور ليبرمان، في تصريح يجسد حجم الوحشية الاسرائيلية ويؤكده انتهاج العدو سياسة الابادة الجماعية بحق أهالي غزة..
ففي الوقت الذي تزعم فيه الولايات المتحدة رغبتها بالتوصل لصفقة تبادل، تبنت بشكل كامل رؤية رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو لتعدل بنود صفقة التبادل وفق أهوائه ومصالحه الشخصية والسياسية، لترهن المساعدات والاحتياجات الأساسية لأهالي غزة بالتقدم في المفاوضات.
فالاحتلال الإسرائيلي والإدارة الأمريكية يستخدمان بشكل صريح سياسة التجويع ومنع الغذاء ضد المدنيين في قطاع غزة كوسيلة للضغط السياسي، ما يُعد جريمة حرب وجريمة ضد الإنسانية. وهو ما أعلن عنه صراحة الرئيس الأمريكي جو بايدن ووزير خارجيته انتوني بلينكن الذي قال على هامش زيارته الاخيرة للمنطقة بكل صراحة إن الوسيلة الأسرع لإيصال المساعدات الإنسانية لقطاع غزة هي التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار. في دليل على ربط المساعدات بالاتفاق.. ربط يعد جريمة واضحة بحق الانسانية.
وبالاضافة الى الضغط باستخدام سلاح التجويع، يضيف جيش الاحتلال في حربه العدوانية سياسة التهجير.. فبين الأول من يوليو و21 من أغسطس، أصدرت قوات الاحتلال ما لا يقل عن 16 أمر إخلاء في قطاع غزة، أدت إلى تهجير قرابة 213 ألف فلسطيني وفق أطباء بلا حدود. يأتي ذلك في وقت لا توجد فيه منطقة آمنة في قطاع غزة مع تقليص جيش العدو ما يسميها المنطقة الإنسانية من خلال استهداف مناطق واسعة فيها بالإخلاء غير القانوني كما حدث في مواصي القرارة ودير البلح. ناهيك عن منهجية القصف الهمجي والمجازر الوحشية التي تطال النازحين في مختلف أماكن القطاع ما يشير إلى وجود سياسة واضحة ترمي إلى نزع الأمان عن كل قطاع غزة وحرمان الفلسطينيين من الإيواء أو الاستقرار في سبيل للضغط على المقاومة.. مخطط قطعت حركت حماس الطريق عليه، برفضها استخدام مفاوضات التهدئة كلعبة تبريد وتسخين، وغطاء لكسب الوقت وارتكاب المزيد من المجازر ضد الشعب الفلسطيني.