مفاوضات الساعة الاخيرة: حماس ترفض المقترح الجديد وواشنطن تروج لحلول مختلفة
بعد ان أبلغت حركة حماس الوسطاء بأنه لا إمكانية حتى لإجراء نقاش حول المقترح الأميركي الجديد الذي يتبنّى المطالب المتشدّدة لنتنياهو ولوّحت بإعلان إنهاء الاتصالات التفاوضية، عاودت واشنطن الحديث عن حلول مختلفة للتفاوض مستأنفة النقاشات اليوم وغدا في القاهرة
كيف لصاحب الارض ان يفاوض على احتلال موطنه وعودة عدوه للحرب في اللحظة التي يراها مناسبة ؟ وكيف لصاحب الارض ان يفاوض على انتهاك حرمات وحقوق شعبه وان يساوم على ذلك بهدنة لا سقف زمني لها ؟، هكذا هو مسار التفاوض الحالي.. نتنياهو يريدها حربا بلا نهاية ، واحتلالا بلا مقاومة ، وابادة للفلسطينيين وغزة ، فأي مفاوضات تلك التي تروج لها واشنطن ؟
وزير الخارجية الاميركي انتوني بلينكن في مؤتمره الصحفي الأخير في تل ابيب، تبنى الموقف الإسرائيلي بالكامل، لدرجة أن البيت الأبيض لم يصدر بيانا صحفيا عنه يلخص به محادثات بلينكن مع نتانياهو وغلانت ومن اخطر ما لوح به المسؤول الاميركي اشتراط إدخال المساعدات الإنسانية بتوقيع حماس على شروط الاستسلام التي وضعها نتانياهو ، يعني بمعنى اوضح الضغط على حماس بتجويع الحاضنة الشعبية
وامام هذه الاهداف العلنية ترفض واشنطن الاعتراف بفشل المفاوضات بل وتناور من جديد بطرحها تعديلات على مقترحها الاخير كسبا لمزيد من الوقت وذلك بعدما أبلغت حركة حماس الوسطاء، بأنه لا إمكانية حتى لإجراء نقاش حول المقترح الأميركي الجديد الذي يتبنّى المطالب المتشدّدة لنتنياهو، ولوّحت بإعلان إنهاء الاتصالات التفاوضية، ومن هنا يحاول بلينكن المناورة من جديد في ملفين اساسيين ، التواجد الاسرائيلي في محول فيلاديلفيا ومعبر رفح ، وتموضع القوات الاسرائيلية في وسط القطاع وتحديدا في محور نتساريم ، وعليه يجري الحديث عن قوات محايدة تنتشر في تل المناطق بدلا من قوات العدو الاسرائيلي
ومع هذا الترويج الاميركي لحلول مختلفة جاء لقاء رئيس مجلس شورى حركة المقاومة الإسلامية حماس، محمد درويش، ووفد من قيادة الحركة، بالأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي زياد النخالة، ونائبه محمد الهندي بالتأكيد على التمسك الكامل بالوقف الشامل للعدوان والانسحاب الكامل من القطاع وبدء الإعمار وإنهاء الحصار مع صفقة تبادل جادة ، وقد حمل المجتمعون قادة الاحتلال المسؤولية عن إجهاض الجهود، التي يقوم بها الوسطاء عبر الإصرار على الاستمرار في العدوان، والتنكر لما تم في مراحل سابقة وخاصة المقترح الذي وافقت عليه الحركة في الثاني من تموز/يوليو الماضي، وعليه فان الكرة فعليا ليست في الملعب الفلسطيني كما يروج الاميركي بل هي في ملعب واشنطن نفسها التي نسفت مقترحها في الثاني من يوليو وذهب اليوم لتتبنى الموقف الاسرائيلي بالكامل