20 آب , 2024

لماذا يتمسك نتنياهو بالبقاء في محوري فيلادلفيا ونتساريم؟

يرفض الاحتلال الإسرائيلي الانسحاب من محوري نتساريم وفيلادلفيا وهذا ما أكدت المقاومة رفضه مراراً وتكراراً، ولكن لماذا يصر الاحتلال على التواجد في هؤلاء المحاور؟

منذ بداية الاجتياح البري الإسرائيلي لقطاع غزة، عمل جيش الاحتلال على نسف المربعات السكنية بين مدينة غزة والمحافظة الوسطى وتسويتها بالأرض وذلك بهدف سيطرة الاحتلال على محور نتساريم

حكومة الاحتلال تهدف من إقامة المحور إلى فصل شمال القطاع أولاً ما يسهل الاستفراد به وحصار السكان والمقاومة هناك، ثم التحكم بحركة النازحين ما يتيح اعتقال أكبر عددٍ منهم ثانياً، إضافة لإنشاء قاعدة عمليات لجيش الاحتلال ينطلق منها لارتكاب المجازر في قطاع غزة وتنفيذ اقتحامات وتوغلات محدودة.

وقد استهدفت المقاومة الفلسطينية قوات الاحتلال المتمركزة في المحور ومحيطه بالعديد من العمليات، أبرزها كمين المغراقة، والذي نفذته كتائب القسام وقُتل به 14 جندياً وضابطاً من جيش الاحتلال، فضلاً عن عمليات القصف اليومي بالصواريخ قصيرة المدى وقذائف الهاون، من قبل كافة الفصائل.

فمع توسع الاجتياح البري الإسرائيلي في مدينة رفح، أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي سيطرته على محور فيلادلفيا، بدعوى أهميته الاستراتيجية وضرورة تدمير أنفاق حركة حماس الواصل إلى الأراضي المصرية حسب مزاعم حكومة الاحتلال، ومع إحكام السيطرة على المحور، ترفض حكومة الاحتلال سحب قواتها منه، وهو ما يُشكل معضلة للتفاوض إلى جانب إشكالية الانسحاب من محور نتساريم.

وأدخل الاحتلال محور فيلادلفيا في المفاوضات كنقطة ضغط إضافية على حماس للقبول بشروط التفاوض، وقد تم ذلك بعد اجتياح جيش الاحتلال لمدينة رفح واحتلال المحور بالكامل.

فيما ترفض حماس أي موافقة على التفاهمات دون تنفيذ الاحتلال لشرطها بالانسحاب من محوري فيلادلفيا ونتساريم، فيما يرفض الاحتلال ذلك لرغبته بإبقاء جيش الاحتلال في المحوريين الرئيسيين شمال وجنوب قطاع غزة.

وفي جولة المفاوضات الحالية، أعلن الاحتلال نيته تقليص عدد قواته في محور فيلادلفيا دون الانسحاب الكامل منه، مع السماح للسلطة الفلسطينية بالتواجد في عملية السيطرة على معبر رفح مع السلطات المصرية، وبإشراف إسرائيلي.

ورغبة السيطرة على المحاور تأتي من نية الإسرائيلي على إبقاء قوات من جيشه داخل حدود قطاع غزة، ورغبةً بالسيطرة الجزئية على القطاع تمكنه من تنفيذ عمليات هجومية ضد المقاومة بين الفينة والأخرى دون اجتياز الحدود التاريخية للقطاع، إضافة للسيطرة على الحدود ما يعزز حالة الحصار

Add to Home screen
This app can be installed in your home screen