هاجس العمليات الاستشهادية يلاحق العدو: المقاومة تفرض توازن الرعب
منذ اعلان كل من كتائب القسام وسرايا القدس مسؤوليتهما عن عملية تل ابيب الاستشهادية، والقلق يلاحق منظومة الاحتلال الامنية والاستخباراتية وسط تخوّ ساد المستوطنين الذين باتوا في دائرة الاستهداف في اية لحظة، فماذا تعني عودة العمليات الاستشهادية عسكريا وأمنيا، بالنسبة إلى الاحتلال الإسرائيلي؟
صناعة توازن الرعب كما وتوازن الردع، هذا ما حققته المقاومة الفلسطينية بعد عملية تل ابيب الاستشهادية، فحين تصيب عصب الامن الصهيوني والامن الفردي لكل مستوطن بما يجعله عرضة للاستهداف في اي مكان وزمان تكون قد اعدت توازن الردع في هذه المرحلة الحساسة.
فمنذ اعلان القسام وسرايا القدس تبنيهما عملية تل ابيب، والخوف والتوتر يسود منظومة الاحتلال الأمنية بما يرهق المنظومة تحديدًا بعد انشغالها في حرب على مختلف الجبهات وحتى المنظومة الاستخباراتية اجتاحها القلق بعدما احتاجت ساعات عدة لتعلن أن الهجوم وقع على خلفية فدائية، وأن المنفذ وصل من الضفة الغربية، مرجحةً أن يكون من منطقة نابلس مع اثارة اسئلة عدة على غرار: كيف وصل المنفذ وبحوزته عبوة ناسفة كبيرة الحجم وشديدة الانفجار إلى العمق الإسرائيلي؟ ومن الذي يقف خلفه؟ وكيف استطاع اختراق حالة الاستنفار القصوى القائمة منذ أسابيع سواءً في شمال فلسطين المحتلة أو في الضفة الغربية، وبدرجة أعلى في الداخل المحتل.
الا انه وبحسب مراقبين، فإنه أيا تكن حيثيات العملية وتفاصيلها، فهي تعد استثنائية، تنبئ أولا بعودة العمليات الاستشهادية إلى قلب المدن في الداخل المحتل، في سيناريو يشكل مصدر إقلاق للمنظومة الأمنية والاستخباراتية، ومن شأنه إعادة المستوطنين إلى سنوات الرعب، بعدما اعتقد هؤلاء أن مدنهم، وعلى رأسها تل أبيب، في مأمن.
كما وان تحدّ آخر يلاحق منظومات الاحتلال التي حاولت طيلة السنوات الماضية جاهدة بايقاف العمليات الفدائية وفرض رقابة كبيرة لمنع تسليح الضفة الا ان مسؤولين في حركة حماس يقولون إن إدارة الإمكانيات واجتراح الأدوات والوسائل المحلية في التغلب على معضلة العوائق، مثل التصنيع المحلي للعبوات أو عمليات تهريب وشراء السلاح، قد نجح في الكثير من العمليات بالضفة كالعملية الاخيرة.
بالتالي فإن القتال في الضفة الغربية من وجهة نظر العدو هو تحدي ليس سهلا لاعتبارات تطور أداء المقاومة وعقلها، ومحاولة التغلب على فارق القدرات، بالإضافة لطبيعة البيئة العملياتية التي ينفذ فيها العدو عملياته العسكرية، حيث ان العدو أصبح أكثر ميلًا لاستخدام سلاح طيران ضد المقاومين، ما جعل المقاومين يأخذون الحيطة والحذر في تحركاتهم لصد الاجتياحات واجتراح الوسائل والأدوات وإعادة تقييم الخطط بما يمكنهم من التغلب على العدو والإثخان فيه.
وبالمحصلة، فإن عملية تل أبيب أثارت مخاوف أمنية جديدة داخل الكيان مضافةً إلى رصيد المخاوف السابقة واحتمالية الرد من محور المقاومة في أية لحظة، وبالتالي فاستخدام عبوة ناسفة قوية يشير إلى تطور في قدرات المقاومة، ويزيد من الضغط على الإجراءات الأمنية للكيان وحالة التأهب في المناطق المستهدفة.