عماد 4: رسائل من خزائن ردع المقاومة
يعدّ فيديو عماد أربعة الذي نشره حزب الله بالأمس جزءا من سلسلة خطوات وإجراءات للمقاومة باعتباره مكمِّلاً لما سبقه، وتمهيداً لما سيليه أيضاً، وتحذيرا استثنائي للعدو ، وافشالا لادعاءات ردع المقاومة
من الهدهد الذي في اختراق أجهزة الرصد والإنذار التابعة لجيش العدو، إلى عماد 4 وما يحمله من قدرات وصواريخ دقيقة خزّنها في أنفاق إستراتيجية تحت الأرض تكون الصورة قد اكتملت بشأن، القوة والقدرة على الوصول إلى أهداف العدو وقرار الاستهداف الذي يبقى ربطًا بالتطورات ورهن إشارة المقاومة وتوقيتها.
فيديو عماد 4 بالامس أظهر بعضاً من مقتضيات المرحلة الجديدة موجّهاً الرسائل ذات الأبعاد الاستراتيجية والعملياتية والردعية قفي المضمون، قدَّم حزب الله للعدو عينة بسيطة من قدراته الاستراتيجية، ضمن سياق ردع العدو، ليخلط أوراق العدو
على المستوى العملياتي، هدف فيديو الإعلام الحربي، إلى إفهام العدو بأن قدرات المقاومة الصاروخية والعسكرية، مُحصَّنة إلى حد أنها تشكّل تحدياً جوهرياً أمام جيش العدو حول كيفية التعامل معها، وتفرض نفسها على مؤسسة القرار في ظل محدودية نتائج أيّ خيار عدواني.
من جانب آخر، يأتي هذا الكشف المدروس في مضمونه وتوقيته، ليُحفِّز قادة العدو على إطلاق خيالهم في توقّع ما يخفيه حزب الله من مفاجآت، ولتعزيز الشكوك لديهم بما يفترضون أنهم يعلمونه عن قدرات حزب الله.
ولذلك عليهم أن يذهبوا بعيداً في فرضياتهم. وينبع هذا المفهوم من حقيقة أن حزب الله عندما يسمح بنشر هذا الفيديو وما تضمّنه، ينبغي الافتراض أن ما لم يتم كشفه أعظم بكثير، خاصة أنه حريص على التمسك بعقيدة المفاجآت التي تشكّل أحد أهم مداميك عقيدته العسكرية. لذلك يجمع حزب الله في أدائه بين الحفاظ على جوهر هذه المفاجآت، والكشف المدروس الذي يلبّي متطلبات صناعة المستقبل في هذه المعركة الممتدّة من غزة إلى مختلف ساحات محور المقاومة.