رد حزب الله المرتقب.. يشل الحياة داخل الكيان المحتل
انتظار رد إيران وحزب الله يُثقل كاهل الكيان الذي يعيش عزلة ونوعا من أنواع الحصار غير المسبوق نتيجة ترقب الرد الحتمي باعتراف وسائل إعلامه، والمستوطنون في حالة رعب وتململ.
ساعات وأيام ثقيلة تمر على الإسرائيليين بانتظار رد حزب الله، حرب من نوع آخر تشنها المقاومة الاسلامية على العدو العاجز عن مواجهتها وتحصين مستوطنيه منها، فالخوف والذعر قد وقع وضرب اعصاب الجمهور الاسرائيلي ، خوف ادى الى اختلال التوازن في الحياة اليومية الاسرائيلية.
فهذه الحرب هي حرب اعصاب مفروضة على اسرائيل وفق ما وصّفها آفي أشكينازي في صحيفة معاريف العبرية، فيما اعتبر يهودا بالنغا في صحيفة إسرائيل اليوم أن كل نقاش بشأن انسحاب حزب الله إلى ما وراء الليطاني باتفاق هو نقاش عقيم وسخيف.
وفيما تترقب الاوساط الصهيونية رد حزب الله كما ايران وعلى وقع وصول الموفدين الاميركيين والغربيين الى لبنان في محاولة غير معلنة لاحتواء الرد، أفادت صحيفة فايننشال تايمز البريطانية، نقلاً عن مصادر دبلوماسية أنّه منذ الاغتيالات لم يعد حزب الل في مزاجٍ جيد للاستماع، مضيفةً أنّه حاول الجميع نقل رسائل إلى حزب الل لكنّه نادراً ما يردّ بأيّ شيء.
وقالت الصحيفة نقلاً عن أشخاص شاركوا في الجهود الدبلوماسية إنّ حزب الل أبقى مناقشاته الخاصّة، بشأن كيفية الرد، طيّ الكتمان، ونقلت عن محللين، أنّ حزب الله يريد إبقاء أعدائه على أهبّة الاستعداد، وخلق نفوذ في الدبلوماسية عالية المخاطر.
ويتوقّع الخبراء، وفق فايننشال تايمز أن يتمكّن حزب الله من ضرب هدفٍ ذي قيمةٍ عالية داخل إسرائيل، بحيث يكون موقعاً غير معروف للعامّة إلى حدٍ كبير ويهزّ أركان الجيش الإسرائيلي.
هذا وما يزال ترقب الرد يلقي بظلاله على كيان العدو الذي تنشغل وسائل اعلامه بالحديث عنه وعن تباعته على المستوطنين والكيان، حيث رأت صحيفة هآرتس العبرية، إنّ إسرائيل في السابق كانت جزءاً من العالم تأتي الطائرات إليها، ويتجوّل الناس فيها، أما اليوم فالواقع أصبح مغايراً، بسبب الحصار، وما يترتّب عليه من مآسٍ، مشيرة إلى أنّ الرحلات داخل إسرائيل أصبحت شبه مستحيلة الآن، إذ يعيش غالبية المستوطنين أمام الغرف المحصّنة خوفاً من أيّ ضربة.
هآرتس اعتبرت أنّ الشعور بالحصار اشتدّ، خلال الأسبوع الماضي، مع تخلّي شركات الطيران الأجنبية عن الهبوط في تل أبيب، وبدأ بيت الورق ينهار مع مجموعة لوفتهانزا ثاني أكبر شركة طيران في أوروبا من حيث عدد المسافرين وحجم أسطول الطائرات.
وتزامنا مع كل تلك التطورات تداولت منصات الاحتلال الاعلامية والاجتماعية مقطع فيديو تحت عنوان نتنياهو الجبان أمام نصرالله، عارضين فيه انجازات وعمليات حزب الله وواصفين نتنياهو بسيد الأمن الكاذب الذي يخاف من السيد نصرالله منذ اربعة عشر عاما.