الإعلام الأمريكي عن حاملات الطائرات في البحر الأحمر: لم تجلب أي فائدة
الفشل الأمريكي في البحر الأحمر والذي تمثل في انسحاب آيزنهاور وتأخر بديلتها روزفلت وصولا الى بدء قادة حاملة الطائرات البديلة الثانية لينكولن بالاعتراف مسبقًا بأنهم سيواجهون مهمة طويلة وشاقة، تصدّرت وسائل الاعلام الامريكية التي اشارت الى ان الاستخدامَ المعتاد للقوة في الشرق الأوسط لم يجلب للولايات المتحدة أية فائدة.
الثبات الذي ابدته اليمن بشكل كبير في البحر الاحمر وصمود عملياتها بوجه الهيمنة الامريكية رغم كل التحديات جعلت واشنطن تتجه الى تغيير نظرتها تجاه استراتيجيتها البحرية، بدءا من انسحاب ايزنهاور وتأخر بديلتها روزفلت وصولا الى بدء قادةُ حاملة الطائرات البديلة الثانية لينكولن بالاعتراف مسبقًا بأنهم سيواجهون مهمة طويلة وشاقة.
هذه الاعترافات تأتي على وقع اعترافات قائد الأسطول الخامس بأن الحل العسكري غير ممكن، في الوقت الذي تواصل فيه وسائل إعلام أمريكية التأكيد على أن عصر حاملات الطائرات والتفوق التكنولوجي الغربي قد ولى.
وفي تقرير نشرته هذا الأسبوع حولَ قدوم لينكولن إلى المنطقة لاستبدال روزفلت مِن أجلِ مواجهة العمليات البحرية اليمنية المساندة لغزة، نقلت وكالة بلومبرغ عن قائد الحاملة الجديدة، الكابتن بيتر ريبي، قوله: إنه يجب إعدادُ الطاقم ذهنيًّا وذلك بعد أن حرص على تذكير جنوده بأن البيئة التي سيواجهونا هي بيئةُ اشتباك وبأنه من المحتمل أن تكونَ هذه مهمة طويلة الأمد وهو ما يعبر بوضوحٍ عن إحباط مسبق وسقوط لصورة الردع التي لطالما حاولت البحريةُ الأمريكية أن تجعلَها ملازمةً لانتشار حاملات الطائرات في أي مكان في العالم.
وأوضحت بلومبرغ في تقريرها أن هناك انتقادات ترى أن عمليات البحرية الأمريكية بما في ذلك نشر حاملات الطائرات لا تفعل الكثير بل إنها محفوفةٌ بالمخاطر، وان الاستخدامَ المعتادَ للقوة في الشرق الأوسط لم يجلِب للولايات المتحدة أية فائدة.
وذهبت مجلة ناشيونال انترست الأمريكية إلى أبعد من ذلك، مؤكدة أن عصر حاملة الطائرات قد ينتهي بكارثة للبحرية الأمريكية إذَا واصلت الاعتمادَ عليها كمحور رئيسي لاستراتيجيتها البحرية، وفسَّرت ذلك بأن الولايات المتحدة اليوم لم تعد تقفُ بلا منافسة على ميدان الصراع البحري فقد طوَّر منافسوها وخصومُها الكثيرَ من الاستراتيجيات والأسلحة الفعَّالة لمواجهة حاملات الطائرات.
ورأت المجلة أن ما تحتاج إليه الولايات المتحدة اليوم هو إعادة النظر بشكل كامل في الطريقة التي تخوض بها حروبَها وتنتصرُ فيها، ذلك أن الولايات المتحدة لم تتكيَّفْ بشكل جيد مع البيئة منذ نهاية الحرب الباردة.
وبالمحصلة فإن هذه التناولاتُ والتحليلاتٍ تترجمُ بوضوحٍ الواقعَ الحاليَ والمعترَفَ به لفشل استراتيجيات الردع البحرية الأمريكية، وهو الفشل الذي لم يكن قد ظهر بهذا الوضوح قبل معركة البحر الأحمر.