نتنياهو لا يريد التفاوض: الكلمة الفصل تبقى للميدان
فيما تبدي تل ابيب ومن خلفها واشنطن نية شكلية لاستمرار المسار التفاوضي ، تؤكد تصريحات رئيس وزراء العدو الصهيوني ان لا نية لإيقاف الحرب ضاربا بعرض الحائط مطالب وزير حربه بإتمام الصفقة مثبتا أهمية قرار حماس الملزم بتنفيذ اطر الاتفاق بدلا من الدخول في مفاوضات جديدة
تعمل حركة حماس بذكاء استراتيجي في التفاوض تمثل في رفض جولة جديدة من المفاوضات بلا ضمانات او اطر او بنود مطالبة بوضع خطة عمل للتنفيذ وانتزاع موافقة نتنياهو على تفاوض بسقوف زمنياً للتطبيق ، وامام الموقف الموحد فلسطينيا وداخل المحور لان القرار دائما لاهل غزة وفق ما اكد الامين لحزب الله السيد حسن نصر الله ، يظهر في المقلب الآخر الانشقاق الخطير داخل منظومة القيادة الصهيونية اخطرها ، الخلاف المحتدم حالياً بين رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، ووزير الأمن يوآف غالانت
وتجلّى آخر فصول هذا الخلاف، في جلسة عقدها غالانت أمس مع لجنة الخارجية والأمن في الكنيست حيث اعتبر أن إسرائيل في مفترق طرق، فإما التسوية وصفقة تبادل، أو التصعيد، مشيراً إلى أن موقفه هو والأجهزة الأمنية هو الذهاب نحو تسوية وصفقة تبادل، معتبراً أن الواجب هو تهيئة الظروف لإعادة المحتجزين من خلال ضغط عسكري وصفقة حتى لو كانت على أكثر من مرحلة. وقال غالانت لأعضاء اللجنة، إنه فقط ما بين 20 و35 أسيراً إسرائيلياً في قطاع غزة، هم من الأحياء
وعلى الفور ردّ مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي على تصريحات غالانت، وادعى إن النصر الكامل يتطلّب شجاعة أيضاً، معتبراً أنه عندما يتبنّى غالانت الرواية المعادية لإسرائيل، فإنه يضرّ بفرص التوصل إلى اتفاق لإطلاق سراح الأسرى. وأضاف المكتب: أمام إسرائيل خيار واحد فقط: تحقيق نصر كامل، وهو ما يعني القضاء على قدرات حماس العسكرية والحكومية، وإطلاق سراح أسرانا، وهذا النصر سيتحقّق
وفي ظل هذه الفوضى الاسرائيلية يهرع وزير الخارجية الأمريكي انتوني بلينكن ومدير المخابرات المركزية سي أي إيه وليم بيرنز، وبريت مكغورك كبير مستشاري البيت الأبيض إلى منطقة الشرق الأوسط للمشاركة في العملية التفاوضية.
وفي خلاصة للمسار التفاوضي لا يبدو ان تل ابيب تريد التفاوض اصلا مما يعني ان الخيار الاول والاخير سيبقى للميدان ، فرئيس وزراء العدو لا يريد سوى كسب المزيد من الوقت، واستمرار ارتكاب الجرائم والمجازر، لتحقيق هدف الهندسة الجغرافية والديمغرافية للقطاع وتحويل قطاع غزة إلى منطقة غير قابلة للحياة، وتوسيع الحرب إلى خارج قطاع غزة.
وأمريكا وإن بدت في الظاهر جنوحها نحو التفاوض وعدم توسيع الصراع في ظل ظرف اقتراب موعد انتخاباتها الرئاسية، ولكنها تقف إلى جانب نتنياهو وتعطيه الفرصة، لكي يستمر في حربه التدميرية والوحشية، وهي تريد دمج أهداف حربها في المنطقة مع أهداف حرب نتنياهو على قطاع غزة، و تريد أن تشرعن وتؤبد احتلالها لسوريا والعراق وأن تمنع تموضعاً تركياً جديداً عبر المصالحة مع سوريا، وكذلك تريد منع تقدم روسيا والصين في المنطقة.