اليمن تسير باتجاه التغيير والبناء: الرهوي رئيس حكومة جديدة للبلاد
على وقع اسناد غزة المتواصل ، اليمن تختار البناء والتغيير توازيا ، وتعلن عن تكليف غالب الرهوي رئيسا للحكومة الجديدة ، وسط آمال يمنية بالتغيير وتحديات اقتصادية تمر بها البلاد ،وتغيرات جذرية على مستوى المنطقة .
فيما تمد صنعاء يدها الاولى لنصرة فلسطين وتقاتل بها العدو الصهيوني والولايات المتحدة الاميركية ، تمد اليد الاخرى لتغيير سياسي داخلي جذري طال انتظاره عدة أشهر، فالانشغال في البحر الاحمر والمتوسط والعربي والمحيط الهندي لم يمنع صنعاء من الالتفات الى هموم الشعب واتخاذ الخطوة الاولى على طريق عجلة التغيير الجذري.
المجلس السياسي الاعلى وفي هذا السياق كلف بالامس غالب الرهوي بتشكيل حكومة جديدة تحتَ مسمى حكومة التغيير والبناء ، ويعد الرهوي واحداً من أبرز الشخصيات الجنوبية التي وقفت ضد العدوان الأمريكي السعودي طيلة العشر السنوات الماضية، وامتاز بمواقفه الوطنية، من خلال منصبه كعضو في المجلس السياسي الأعلى، وهو من أبرز القيادات المحسوبة على المؤتمر الشعبي العام، وعضو في اللجنة الدائمة بالمؤتمر.
ويأتي اختيار الرهوي لتشكيل حكومة التغيير والبناء في مرحلة حساسة يمر بها الوطن، ويحمل العديد من الرسائل والدلالات في مقدمتها، حرص صنعاء المحافظة على الشراكة وتشكيل حكومة وطنية تنتمي اليها اغلب المكونات السياسية اليمنية.
اما في دلالة اختيار اسم الحكومة الجديدة البناء والتغيير ، فيمكن فهمه من باب انتقال دولة اليمن من مرحلة الإنقاذ والدفاع إلى مرحلة التغيير والبناء ، وهما ما تحتاجه اليمن في هذه المرحلة ، وسط آمال يمنية كبيرة بان تساهم الحكومة الجديدة في التغيير والبناء بعد سنوات طويلة من المعاناة جراء العدوان والحصار السعودي الأمريكي المفروض على الشعب اليمني والذي فاقم من أوضاع اليمنيين وتسبب لهم في مشاكل اقتصادية كبيرة ومعاناة في جميع الخدمات.
ووسط تلك الآمال لا بد من النظر جيدا في واقع الامور فاي حكومة جديدة ستصتدم بتحديات صعبة على رأسها مسألة إعادة الإعمار، ودفع رواتب موظفي الدولة، وإصلاح مؤسسات الدولة، والقضاء على الفساد، والتعامل مع كافة المستجدات الداخلية والخارجية، ولذلك فان المرحلة المقبلة ستكون حساسة على الصعيد السياسي وخصوصا في ظل ما تعانيه المنطقة ككل من تغيرات جذرية بفعل الحرب المستمرة على غزة والتي تصب نصرتها في اولويات الشعب اليمني.