11 آب , 2024

في انتظار الرد.. تحايل أمريكي إسرائيلي عبر استخدام ورقة المفاوضات

في انتظار الرد الحتمي، عاد الحديث من جديد بين الوسطاء عن إحياء المفاوضات حول صفقة تبادل الأسرى ووقف إطلاق النار في غزة مع جرعة تفاؤل مبالغ فيه يحاول العدو إظهارها بإمكانية التوصل إلى اتفاق هذه المرة.. تفاؤل لا يتعدى كونه حيلة أمريكية إسرائيلية في إطار المحاولات الحثيثة والعقيمة لاحتواء الرد الذي اتُّخذ قراره وبشكل حتمي من جانب محور المقاومة.

بين الضغوط والإغراءات، تتأرجح المساعي الامريكية الهادفة لاحتواء الرد من جانب محور المقاومة على الاعتداءات الإسرائيلية في لبنان وإيران واليمن او التقليل من حجم تأثيره.. فأمام حتمية الرد، كثفت الولايات التحدة الامريكية خلال الايام الماضية من بمساعدة شركائها الإقليميين وعدد من الدول الغربية، من ضغوطها كي لا يتسبّب الرد أو الردود، بمسار تبادل ضربات يتصاعد إلى حرب شاملة، وذلك عبر الضغط على أطراف المحور وتخويفها من دفع أثمان باهظة في حال تصعيد فعلها العسكري.

ضغوط أمريكية تترافق مع إغراءات تحاول من خلالها واشنطن وتل أبيب التحايل على دول المنطقة عبر استخدام ورقة المفاوضات.. حيث عاد الحديث من جديد بين الوسطاء عن إحياء المفاوضات حول صفقة تبادل الأسرى ووقف إطلاق النار في غزة مع جرعة تفاؤل مبالغ فيه يحاول العدو إظهارها بإمكانية التوصل إلى اتفاق هذه المرة، وسط ادعاءات بأن نتنياهو، يقترب من المسار التفاوضي.

وحول الاغراءات الامريكي بالمفاوضات، يؤكد مراقبون أنها تهدف، إلى امتصاص الاحتقان، ودفع المقاومة إلى تأجيل ردها، وإدخالها في متاهة مفاوضات لا طائل منها، بغية جعل العدو يكسب المزيد من الوقت، علّه يحقق بعض أهدافه.

حيلة تتوهم من خلالها واشنطن وتل أبيب أن إحياء المفاوضات من شأنه أيضاً أن يؤثر في قرار الردود الموعودة من جانب محور المقاومة. رهان فاشل بدون أدنى شك، فالردّ على جرائم العدو الإسرائيلي من جانب محور المقاومة قد اتُّخذ قراره، ولا مجال للتراجع عنه..

أما وقف العدوان على غزة، فيبقى الهدف الأول والاخير لمحور المقاومة، إلا أن الاخير يدرك جيدا أنه لم يتغيّر شيء جوهري أو حاسم، في موقف العدو التفاوضي من صفقة الأسرى. فالمراوغة الاسرائيلية مستمرة حيث يصر نتنياهو على إبرام صفقة تبادل دون الاتفاق على وقف نهائي لاطلاق النار، وهو ما ترفضه المقاومة بشكل قطعي.

وفيما تقر مصادر عبرية بإن نتنياهو لا يبدو واثقاً من قدرة الكيان على التعامل مع أي هجوم جديد واسع النطاق، أبدت وسائل إعلام عبرية تخوّفها من أنّ دائرة الحرب تتسع، وأنّ الكيان قد يضطر للقتال في سبع ساحات مختلفة، بينما يقف نتنياهو جامداً ويمتنع عن القيام بالأمر المطلوب، وهو صفقة تبادل مع حماس.

من هنا فإن العدو اليوم أمام خيار تاريخي، إما وقف العدوان على غزة بشكل نهائي، وإما إدخال كيانه في حرب وجودية من شأنها أن تقوده الى الزوال كما أكد قادة محور المقاومة.

Add to Home screen
This app can be installed in your home screen