واشنطن تناور للتخفيف من حجم الرد: ترويج لجولة مفاوضات جديدة
بانتظار الرد واشنطن تسوق لجولة جديدة من التفاوض حول صفقة تبادل الأسرى في غزة ، وتضغط عبر ادواتها الدبلوماسية كما العسكرية لحماية الكيان الغاصب ، فيما موقف طهران وحزب الله واضح في حتمية الرد
سقطت ورقة التوت عن الادارة الاميركية منذ وقت طويل ، وبالفعل قبل التصريحات ظهرت واشنطن بيدين ملتخطين بالدماء امام العالم كمحرك اساسي ومسؤول مباشر عن جريمة الابادة الجماعية في غزة ، والتخوف الذي تعيشه اليوم والامور باتت خارج سيطرتها وزمامها بيد محور المقاومة تدفعها من جديد الى المناورة والظهور كمن يسابق الزمن لاتمام صفقة لتبادل الاسرى في غزة
فأمام عجزها عن التقدير والتوقع بشكل ومستوى الرد تكثّف الولايات المتحدة جهودها في محاولة إنقاذ تل أبيب من المأزق الذي وجدت نفسها في ظلّه هدفاً لهجمات عنيفة محتملة، من قبل إيران وحزب الله واليمن وقوى أخرى في محور المقاومة.
وتشتغل واشنطن، في هذا الإطار، على مسارات ثلاثة: الأول؛ محاولة الدفع باتصالات صفقة التبادل المصحوبة بالهدنة المؤقتة، على أنها جزء من مسار إنهاء الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، وسحب الذريعة من قوى المقاومة وإيران بخصوص ردّها على الاغتيالات، والإيحاء بأن الردود - في حال وقعت - ستتسبّب بتعطيل هذا المسار وحرمان غزة من فرصة وقف إطلاق النار وإنهاء الحرب ومعاناة المدنيين.
والثاني؛ تكثيف الاتصالات الدبلوماسية مع إيران وقوى المقاومة، عبر أطراف وسيطة، واعتماد كثير من الترهيب وقليل من الترغيب، ومحاولة إقناع تلك القوى بعدم الردّ على اعتداءات العدو، أو الاكتفاء بردود رمزية ومحدودة.
والثالث حشد تحالف عسكري يضمّالكيان الغاصب وحلفاء غربيين وشركاء في المنطقة من الدول العربية وغيرها، ووضع خطط للتعامل مع هجمات مكثفة من قبل إيران وقوى المقاومة، تقوم في أساسها على جهود الكشف والاعتراض، مبدئياً، مع استعداد - ولو نظرياً - لتحوّل المهمة إلى الإحباط المبكر والمسبق، ما يعني تنفيذ هجمات ضدّ أحد أطراف محور المقاومة أو حتى إيران، مع استبعاد مهاجمة الأخيرة في المدى المنظور.
كل هذه المحاولات والسيناريوهات هدفها واحد ؛ منع التصعيد في الإقليم.. ودعوة قطر ومصر والولايات المتحدة، حركة المقاومة الإسلامية حماس والكيان الغاصب إلى استئناف محادثات وقف إطلاق النار في قطاع غزة وتبادل الأسرى يوم 15 أغسطس تعد مناورة جديد لكسب الوقت وارتكاب مزيد من الجرائم ، فاللافت ان هذه الدعوة لم يعترف بالمعطل الاساسي وهو نتنياهو، والغريب ايضا انهم مستعدون لطرح مقترح نهائي يتعلق بسد الثغرات المتعلقة بٱلية التنفيذ وبما يلبي توقعات جميع الأطراف وفق البيان بما يشير إلا أنهم يريدون إيجاد صيغ تحقق مطالب نتنياهو بالاساس لا مطالب اهل غزة .