الاحتلال يعود إلى خانيونس: مراوحة واستنزاف وعجز عن الحسم
بعد ثلاثمئة وثمانية أيام من القتال، يعود جيش الاحتلال الى خانيونس جنوبي قطاع غزة معلنا عن بدء عملية عسكرية جديدة، بما يدلل على العجز الإسرائيلي عن حسم أي معركة ويدحض مزاعم تل أبيب بالقضاء على مقدرات المقاومة.
حرب غزة باتت أشبه بحلقة مفرغة يدور فيها جيش الإحتلال الذي عاد مجددا الى خانيونس معلنا عن بدء تنفيذ عملية عسكرية زاعما ان الهدف هو القضاء على المقاومة وضرب تشكيلاتها المسلحة.
عودة الاحتلال الى خانيونس وان دلت على شيئ فتدل على أن هذا العدو عبثا يطارد مجموعات المقاومة، فما إن يعلن أنه قضى عليهم في أي مكان حتى يعودوا من جديد، مع قدرة على الهجوم والتصدي وشنّ العمليات النوعية، وهذا ما حدث في الشجاعية وبيت حانون واليوم في خانيونس التي لم يمض أسابيع على خروج العدو منها، حتى أرسل تهديدات لأهلها وعاود الهجوم عليها.
هذه العملية كغيرها ستفشل في تحقيق أي من اهدافها يؤكد خبراء عسكريون الذين لفتوا الى أن القتال في المرة الأولى بخان يونس والذي استمر أربعة أشهر، فشل الاحتلال خلاله في العثور على قيادات بارزة في القسام إضافة إلى فشله في اكتشاف وتدمير الأنفاق الإستراتيجية والأسرى المحتجزين.
ومع دخول المعركة شهرها الحادي عشر، تثبت المقاومة أنها بقمة المهارة والذكاء وهو ما انعكس من خلال تطوير أدائها بشكل مستمر وتكتيكاتها الجديدة وفق تأكيد الخبراء الذين شددوا على أن التغيّر بالأداء الميداني للمقاومة يعكس القدرة العالية على تكيّفها مع الواقع الميداني وكذلك واقع الإمداد اللوجستي العملياتي.
ولأن الصورة جزء من المعركة حيث تنقل الوقائع وتوصل الرسائل المعبرة عن حقيقة ما يجري، بثت كتائب القسام مشاهد أظهرت تقدم أحد مجاهديها بقوة وثبات نحو آليات العدو المتوغلة في حي تل السلطان غرب مدينة رفح جنوب قطاع غزة.
وفيما صعدت المقاومة من عملياتها التي تنوّعت ما بين إطلاق الصواريخ البعيدة المدى وتفجير الآليات العسكرية، ما زالت تبعث برسائل تدحض من خلالها مزاعم تل أبيب بالقضاء على مقدرات المقاومة التي ما زالت صواريخها تصل الى اسدود.
إذا هي حالة من المراوحة والاستنزاف يعيشها كيان الاحتلال على جبهة القتال المستمرة منذ ثلاثمئة وثمانية أيام في قطاع غزة، سيما وأنه يعجز عن إنجاز الحد الأدنى من الأهداف التي تم تحديدها كما يعجز عن حسم المعركة عسكريا.