قيادات المقاومة تدرس شكل العقاب: تل أبيب تقع في فخّ الردّ
التشييع المهيب للقائد إسماعيل هنية في إيران يحمل مضافا إلى التصريحات الإيرانية وتصريحات قادة المحور تأكيدًا بأن الاغتيالات من بيروت إلى طهران ستكون نقطة تحول في المعركة الدائرة ربما لم يحسب لها العدو جيدًا.
إلى الحريق الكبير رمت بنفسها تل أبيب ، فالإعتداءات الإسرائيلية من الحديدة في اليمن إلى الضاحية الجنوبية وصولاً إلى العاصمة الإيرانية طهران تشي بأن نقطة تحوّل في المعركة الدائرة تتشكّل وبأن المنطقة باتت أمام مرحلة جديدة: لناحية سقوفها العالية ومخاطرها المحسوبة.
رئيس حكومة العدو بن يمين نتنياهو بالأمس قالها صراحة إن برنامجه يقوم على الاستمرار في الحرب، وإنه لم ولن يخضع لأي ضغوط لوقفها، قبل أن يذكّر بأن إسرائيل ستقتل كل من يمس أمنها، وأنه مستعد مع حكومته وجيشه لمواجهة أي خطوات تقوم بها جبهات المقاومة رداً على جرائمه في لبنان واليمن وإيران.
للعدو أهدافه المباشرة في عمليتي بيروت وطهران. فهو يريد، في الجانب الفلسطيني، كسر الموقع القيادي الصلب لحركة حماس، عبر اغتيال أبرز رموز المقاومة الفلسطينية. كما هدف إلى التحرش القاسي بإيران كراعية لقوى المقاومة، معتقداً أن استدراجه لها نحو حرب مباشرة يمنحه الشرعية التي يريد تحويلها إلى شراكة مع الأميركيين في الحرب.
في الوقت نفسه يعلم العدو أن الرد حتمي على جرائمه في بيروت وصنعاء وطهران وغزة. لكن الرد قد لا يجيب بصورة كاملة على التحدي الذي يفرضه العدو على قوى المقاومة اليوم. وهو التحدي الذي يلزم أهل المقاومة بالبحث عن أدوات جديدة لعقاب، لا يستهدف تأديب المجرم بضربة على اليد فقط، بل توجيه ضربات على الرأس، ولو كانت الطريق تفرض الدخول في حرب واسعة، علماً أن المقاومة أوضحت للعدو مراراً أن عدم الرغبة في الحرب الشاملة لا يعني الموافقة على شروطه.
وبالتالي فان النتيجة المؤكدة أنه أيّاً كانت السيناريوات التي ستسلكها الحرب في غزة والمنطقة، فإنها دخلت مرحلة جديدة تدفع في نهاية المطاف إمّا نحو انفجار إقليمي كبير، أو بلورة بديل واقعي يؤدي إلى وقف الحرب ويتواصل في ظلّه الصراع، ولكن ما قبل ذلك، فإن الميدان سيشهد مرحلة من التصعيد والمواجهة المضبوطة.