في غزة.. رحلات نزوح مستمرة وانتشار واسع للأمراض الجلدية
مع إصدار جيش الاحتلال أوامر جديدة بتهجير الفلسطينيين في عدد من المناطق، يشهد قطاع غزة موجة نزوح واسعة إلى مناطق تفتقر للبنية التحتية، الأمر الذي يزيد من سلسلة المخاطر التي يواجهها الفلسطينيون سيما مع تفشي الأمراض واكتشاف فيروسات خطيرة جديدة.
بات كاهل النازحين في غزة مثقلا بعد أشهر من التنقل ورحلات المعاناة التي لا تتوقف مع مواصلة العدو محاولات التهجير، رحلات تزيد من صعوباتها التحديات التي تواجه هؤلاء النازحين مع انتشار الامراض والاوبئة وانعدام سبل الحياة بفعل اجراءات العدو الهادفة الى تعميق هذه المعاناة.
ومع توالي أوامر جيش الاحتلال بالإخلاء، كشف مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية التابع للأمم المتحدة أوتشا إن تسعة بالمئة من سكان قطاع غزة هجروا خلال الأسبوع الماضي فقط بسبب أوامر الإخلاء الإسرائيلية.
وأوضح المكتب الأممي أن تسعة وعشرين ألف شخص كانوا موجودين في المنطقة التي أمر جيش الاحتلال الإسرائيلي بإخلائها الأحد في المنطقة الجنوبية من خانيونس، علمًا أنه أعقبها أوامر تهجير أخرى من مخيم البريج وسط القطاع، مشيرا الى أن النزوح المتكرر يحرم المدنيين من البقاء على قيد الحياة بكرامة.
وذكر أن شركاء الأمم المتحدة في المجال الإنساني يقدرون أن أكثر من 190 ألف فلسطيني شُردوا هذا الأسبوع من خان يونس ودير البلح منذ صدور أمر الإخلاء الاثنين الماضي. ولا يزال مئات آخرون عالقين في شرق خان يونس مع تواصل الاجتياح الإسرائيلي للمنطقة، وأكد المكتب الأممي أن أوامر الإخلاء الأخيرة والأعمال العدائية المكثفة أثرت على عمليات الإغاثة وقوضت جهود توفير المساعدات الضرورية للمدنيين في خان يونس.
وذكر المكتب الأممي أن استمرار انعدام الأمن وتخصيص نقطة وصول واحدة فقط لدخول وخروج العاملين في المجال الإنساني، وهي معبر كرم أبو سالم، قوض جهود نشر فرق الطوارئ الطبية في غزة التي تشتد الحاجة إليها لتخفيف العبء على الطواقم الطبية المنهكة في القطاع.
بالاضافة الى ذلك، ومع تواصل معاناة النزوح، يواجه ابناء غزة مخاطر جديدة مع ظهور انواع اخرى من الامراض، حيث كشف مدير مستشفى كمال عدوان في شمال غزة حسام أبو صفية عن انتشار واسع للأمراض الجلدية في القطاع خاصة بين الأطفال بسبب جرثومة تصيب الجلد.
وبحسب أبو صفية قد تتطور الحالات بدخول الجرثومة إلى الدم والإصابة بتسمم وتعفن الدم الذي قد يؤدي في بعض الأحيان للوفاة، مشيرا الى ان الالتهابات الجلدية تنتشر بين النازحين بسبب انعدام النظافة والتهوية والعلاج.
وحسب المكتب الإعلامي الحكومي في غزة، فإن الحرب المتواصلة على القطاع أدت إلى إصابة مليون و700 ألفاً من النازحين بالأمراض المعدية، كما أن 71 ألفاً منهم مصابون بالتهاب الكبد الوبائي، فيما يواجه جميع السكان خطر الإصابة بالأمراض المعدية والفيروسات.