حادثة مجدل شمس.. بين الفتنة الاسرائيلية والوعي العربي
بعد حادثة مجدل شمس، تصدر الوعي العربي وسيما الدرزي المشهد امام الفتنة الاسرائيلية، وفي لبنان اصوات الدروز تتعالى وابرزها من الرئيس السابق للحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط الذي دعا الى عدم الرضوخ للفتنة الاسرائيلية، موجها الدعوة الى الوسيط الامريكي هوكشتاين بان يجد الحل وليس نقل التهديدات الصهيونية.
يعتمد العدو الصهيوني منذ زمن طويل سياسة الفتن عبر عناوين الإنماء والمجالس المحليّة للطائفة الدرزية في الجولان السوري المحتل، وليس آخر هذه الفتن ما حصل في حادثة مجدل شمس، حيث اتهم الهدو المقاومة الاسلامية في لبنان والقى المسؤولية عليها.
ومع نفي حزب الله، توالت التنديدات من قوى لبنانية درزية أظهرت أن الهدف الصهيوني واضح وهو بث الفتنة داعية الى مزيد من الوعي، وكان من ابرز هذه المواقف هو الرئيس السابف للحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط الذي اكد ان لا مزايدة على الضحايا، فهم من رفضوا الجنسية الاسرائيلية عقود من الزمن.
اما هوكشتاين وهو الذي من المفترض انه الوسيط، الا انه ينقل تهديدات العدو فقط، وهو امر اشار اليه جنبلاط مؤكدا ان حزب الله يراعي قواعد الاشتباك ولا يتخطاها
وقد قال اهالي مجدل شمس بالأمس كلمتهم امام الوزراء الصهاينة سيما سموترتش وذلك بعدما حاول الاحتلال عشية الحادثة من تسريب الصور مع بعض المشايخ ورئيس المجلس المحلي دولان أبو صالح المعروف بمواقفه المتصهينة، والتصريحات التحريضية على شنّ عدوان على لبنان وسرقة اللحظة لرفع علم إسرائيلي في ساحة المجدل.
فرد فعل أهالي المجدل أمس أربك الحسابات الصهيونية، وقلّص من فرص استثمار دم أطفال مجدل شمس للانغماس في دم اللبنانيين.
وبالمحصلة، فإن الرفض الدرزي للاستغلال الإسرائيلي، يرتّب عليه انعكاسات في المرحلة القصيرة المقبلة على الساحة الدرزية، ليس فقط بسبب سياسة تحريك الجماعات الأقليّة التي يتقنها العدوّ حاجته إلى الظهور بمظهر حامي الأقليات الدينية في المنطقة، بل أيضاً بسبب الانتشار الجغرافي للدروز، في القلب الجيوسياسي للمنطقة، وتواجدهم فوق جبل لبنان وجبل الشيخ وجبل حوران.