29 تموز , 2024

وساطات لكبح مغامرة نتنياهو: توسيع الحرب سينقلب على تل أبيب

مع سعي العدو الصهيوني لاستغلال حادثة مجدل شمس لتحقيق مكاسب عسكرية او سياسية في الجبهة اللبنانية مع الترويج الى حق له في الرد ، حالة من القلق ينقلها الإعلام الإسرائيلي عن مسؤولين سابقين في المؤسسات الأمنية والعسكرية حول اي ضربة قد تشنها تل ابيب على لبنان

خطاب التهويل ، سقف التهديد المرتفع ، والصوت العالي في نبرة الخطاب ، هو ما اتقنته حكومة العدو منذ اشهر خلت تجاه لبنان ، وحادثة مجدل شمس ليست الا ذريعة جديدة لحياكة فصول القصة التي تخلص الى ضرورة شن عملية عسكرية على لبنان ومحاولة ترهيب المقاومة وجني مكاسب سياسية ان لم تكن عسكرية

ولهذه الغاية أقنع العدو الجهات الدولية والإقليمية بحقه في توجيه ضربة كبيرة إلى المقاومة، مستنداً إلى حفلة التشويه التي رافقت ما حصل في مجدل شمس،  ومسارعته إلى شنّ حملة إعلامية، داخلية وخارجية،  بمساعدة إعلام غربي وعربي حمّل حزب الله المسؤولية،  وهذا ما جعل العدو يفتح الباب أمام وساطات ليس هدفها وقف الضربة،  بل محاولة انتزاع موافقة من حزب الله على فتح نقاش حول مستقبل الجبهة اللبنانية على قاعدة فك الارتباط مع غزة

معظم الوسطاء لم يكونوا بحاجة إلى انتظار جواب حزب الله؛  إذ يعرفون ثابتة حاسمة،  وهي أن جبهة لبنان لن تتوقف طالما الحرب قائمة على غزة ، لذلك كان سعي العدو واضحا بخلق فتن متنوّعة في ساحات أعدائه وهو كما يعمل من دون توقف لإثارة فتنة فلسطينية - فلسطينية في وجه المقاومة في غزة واليوم في حادثة مجدل شمس لنقل اهتمام العالم بعيداً عن مسرح الجريمة المستمرة في قطاع غزة. ولكن هل تل ابيب واقعية في ما تروج له من سقوف مرتفعة في لبنان ؟

مغامرة نتنياهو المتوقعة تبقى في دائرة الخسارة شبه المؤكدة، لعدة عوامل مستجدة، ومن الصعب تجاهلها، مثل الإنهاك الذي أصاب الجيش الإسرائيلي بعد أطول وأشرس حرب يخوضها في تاريخ الدولة العبرية، ورفض العديد من الجنود والضباط الإحتياط من العودة للخدمة العسكرية، ولو لبضعة أسابيع فقط، فضلاً عن التأخر المتعمد لشحنات الأسلحة والذخيرة الأميركية. وما يُقابل كل ذلك من إحتمالات دخول جبهات أخرى الحرب عن بعد، مثل إيران واليمن والعراق، بعدما نجحت مسيّراتهم في الوصول إلى الفضاء الإسرائيلي ، ومع ساعات حاسمة يعيشها الكيان الصهيوني قبل لبنان تبقى السيناريوهات التي وضعها الكابينت في اطار ما وصفه بالرد تحتاج الى مزيد من الدراسة والقراءة قبل قرار فعلي بالتطبيق .

Add to Home screen
This app can be installed in your home screen