وجهات جديدة عبر مطار صنعاء: اليمن تُفشل التصعيد الاقتصادي والانساني
انتزعت صنعاء حق مشروع جديدا لها مكفول بالمواثيق والقوانين الدولية مع الاعلان عن فتح رحلات جديدة الى القاهرة والهند ترافق مع احباط قرارات التصعيد الاقتصادي مفشلة بذلك ما راهن عليه الاميركي والاسرائيلي من ضغط في هذا الملف.
تفتح أبواب صنعاء تباعا أمام العالم، ويبصر اليمنيون المحاصرون لسنوات طوال بريق الامل في التنقل بين دول وان بشكل جزئي ، فهذا الحق المكتسب كان رهن القيد والمتجارة والضغط، واليوم تمكنت صنعاء بعد ثباتها العسكري والديبلوماسي في انتزاعه مع تأكيد وزير النقل في حكومة تصريف الاعمال اللواء عبد الوهاب الدرة ان العمل جار لإعادة تشغيل كامل الوجهات من مطار صنعاء الدولي التي كانت عليها الى ما قبل العدوان السعودي الاماراتي.
الوزير الدرة اشار الى ان الترتيبات جارية كمرحلة أولى لفتح وجهات جديدة والبدء بمسقط وجدة واديس أبابا وإسطنبول مع بدء الرحلات الجوية المدنية إلى القاهرة والهند عبر مطار صنعاء الدولي.
وفي هذا السياق دعا وزير الخارجية هشام شرف كافة دول الجوار، إلى عدم ربط استكمال إجراءات بناء الثقة ومعالجة القضايا الإنسانية والاقتصادية العاجلة والوصول لتسوية سياسية سلمية شاملة بأيّ ملفات أخرى مؤكدا ان صنعاء جادة تجاه السلام الدائم لشعوب المنطقة وأنظمتها منوها الى ضرورة البدء في تأسيس علاقات ثنائية، قائمة على أسس عدم التدخل في الشؤون الداخلية والمنافع المتبادلة بين تلك الشعوب والدول، بما يضمن أمن وسلامة دول المنطقة، بعيداً عن أوهام قيام دول كبرى بحمايتها، ويمكن لكل دولة جارة وشقيقة حينها الاستمرار في تنفيذ مشاريعها وطموحاتها المستقبلية.
تصريحات الخارجية التي تأتي منسجمة مع خطوة فتح وجهات جديدة من مطار صنعاء يضاف اليها إلغاء قرارات التصعيد الاقتصادية ضد البنوك التجارية يعد محطة مهمة للغاية في مسار الإنجازات التراكمية للجبهة اليمنية المساندة لغزة فالتصعيد الاقتصادي والإنساني لم يكن منفصلا عن الصراع مع العدو الصهيوني، بل كان في الأساس بمثابة هجوم من الجبهة الصهيونية على اليمن لكبح استمراريتها وتفخيخ مسار تقدمها بخلق مشكلة داخلية كبيرة، ويمكن القول إن العدو الصهيوني والولايات المتحدة كانا يعولان كثيرا على نتائج ذلك التصعيد، ولهذا فإن إفشاله يمثل إخفاقا مدويا لا يقل أهمية عن الإخفاق العسكري في البحر الأحمر.
ومما يجعل هذا الاتفاق إنجازاً استراتيجياً مهماً هو أنه بني على معادلة ردع هامة استطاعت صنعاء أن تراكم معطياتها وتثبتها طيلة سنوات العدوان، ثم عززتها بإعلان الاستعداد للعودة إلى مواجهة النظام السعودي عسكرياً بالتزامن مع مواجهة العدو الصهيوني والأمريكيين والبريطانيين، وبالتالي فإن الاستجابة السعودية لإنذارات القيادة والشعب كانت تتويجاً هاماً لهذه المعادلة الرادعة التي عنوانها العين بالعين مهما كانت الظروف وتعددت الجبهات المشتعلة.