جبهة الأعداء تقر بالقوة والارادة: اليمن يفرض المعادلات ويثبت صعوده الأقليمي
استطاعت صنعاء خلال عشرة أشهر أن تثبت قدراتها على تحقيق الردع وتثبيته في ثلاث جبهات رئيسية مستندة بذلك الى الارادة الشعبية وقرار اليمن السيادي والشجاع دفعت جبهة الاعداء الى ان الاعتراف بالفشل امام العمليات اليمنية المتتالية وسط اقرار لا لبس فيه بان اليمن بات لاعب اقليميا رئيسيا لا يمكن الاستهانة به .
أمام جملة التحديات المتصاعدة التي تعيشها المنطقة خاصة فيما يتعلق بطوفان الاقصى واشتعال جبهات الاسناد والدعم لغزة وما تسطره اليمن من ملاحم في البحر وقف امام الامريكي والاسرائيلي عاجزين عن فعل شي او كبح جماح صنعاء أثبتت الاخيرة قدرة استثنائية كبيرة على فرض ومراكمة معادلات ردع واسعة ومتزامنة ترسخ موقعها الجديد كلاعب إقليمي كبير، ووازن يمسك بالعديد من الخيوط الرئيسية التي تشكل مستقبل المنطقة،
ولقد مثل توصل صنعاء مؤخرا إلى اتفاق مع النظام السعودي من أجل إلغاء قرارات التصعيد الاقتصادية ضد البنوك التجارية، وإعادة فتح مطار صنعاء مع إضافة وجهات ورحلات جديدة، انتصارا كبيرا ومحطة مهمة للغاية في مسار الإنجازات التراكمية للجبهة اليمنية المساندة لغزة، فالتصعيد الاقتصادي والإنساني لم يكن منفصلا عن الصراع مع العدو الصهيوني، بل كان في الأساس بمثابة هجوم من الجبهة الصهيونية على اليمن لكبح استمراريتها وتفخيخ مسار تقدمها بخلق مشكلة داخلية كبيرة،
ويمكن القول إن العدو الصهيوني والولايات المتحدة كانا يعولان كثيرا على نتائج ذلك التصعيد، ولهذا فإن إفشاله يمثل إخفاقا مدويا لا يقل أهمية عن الإخفاق العسكري في البحر الأحمر.
وقد أكدت وكالة "بلومبرغ" هذا الأسبوع هذه الحقيقة، حيث نقلت عن مصادر مطلعة قولها إن النظام السعودي قام بإلغاء قرارات التصعيد الاقتصادي بدافع "خشيته" من الرد اليمني الذي حرص قائد الثورة بنفسه على تأكيد حتميته، وهو ما يعني أن اليمن قد استطاع أن يخلق لدى النظام السعودي إدراكاً واضحاً ومسبقاً بالعواقب الحتمية بالشكل الذي أجبره على إنهاء التصعيد قبل المخاطرة بتنفيذه،
وبالمحصلة، استطاعت صنعاء خلال عشرة أشهر أن تثبت قدراتها على تحقيق الردع وتثبيته في ثلاث جبهات رئيسية وهي الجبهة السعودية، والجبهة الأمريكية البريطانية، والجبهة الصهيونية، في محاولة منهم وقف العمليات المساندة لغزة، لكن النتيجة كانت اعتراف الجبهات الثلاث بالفشلوبات اليمن يفرض معادلات ثابتة في السياسة والميدان بل وصلوا لحقيقة أن صعود اليمن كلاعب إقليمي رئيسي أصبح أمراً واقعاً وحتمي ولا يمكن إلغاؤه.