اقتصاد ومال

امريكا و اوكرانيا
20 تموز , 2023

واشنطن المأزومة.. كيف ستنتقم؟ وأين؟

تجاهد واشنطن اليوم، وعبر ضخ كميات ضخمة من الأموال والعتاد العسكري لحكومة كييف، لوقف تقدّم الروس الذي تأكّد مؤخّراً أكثر وأكثر، استناداً إلى مسار التطورات الميدانية في وسط شرق أوكرانيا

من يتابع ما يجري اليوم على الصعيد الدولي، وخصوصاً في ثلاثي مناطق الاشتباك الأكثر حيوية وحساسية: شرق أوروبا وشرق آسيا والشرق الأوسط، يجد أن هناك شيئاً جديداً لم يعتده العالم منذ فترة طويلة
فبعدما كانت مناطق "اهتمام وتأثير أميركيين بدرجة عالية"، تغيّرت هذه الوضعية اليوم، لتصبح "مناطق اهتمام وتأثير أميركييين بدرجة منخفضة".


وفي وقتٍ تتحضّر الصين لاحتضان نصف العالم، فإن آخر المعطيات في ذلك يفيد بوجود خلافات أساسية مع دول وازنة في الاتحاد الأوروبي
هذا الأمر يدل بوضوح على اقتراب قيادة الاتحاد المذكور إلى حافة الانقسام في مقاربة الموقف المتشدّد الذي تطالب واشنطن باتخاذه تجاه الصين.

 

وفي الوقت الذي يجري كل ذلك أمام أعين واشنطن من دون امتلاكها قدرة واضحة على استيعابه أو السيطرة عليه، جاء "زلزال" تعثّر وإغلاق مصرف "سيليكون فالي" المقرّب إلى أوساط التكنولوجيا 
ليدفع الوسط المالي الأميركي إلى موجة من الذعر عمّت القطاع المصرفي في الولايات المتحدة، مع إعلان إفلاس أكثر من مصرف أميركي.


أمام كلّ هذه المعطيات، فإنّ مصلحة الولايات المتحدة الأميركية اليوم تكمن في اندلاع مواجهات واسعة في شرق آسيا وشمال غربي المحيط الهادي.



كلّ هذه الأمور قادرة على أن توفّر لها الفرصة والإمكانية المناسبة لهذه الفوضى التي ستجد فيها فرصة سانحة لخلق توتر مدروس ومخطّط له أميركياً بعناية، يستهدف الاستقرار الأمني والتجاري في منطقة حساسة.


 وبالتالي يستهدف الصين وموقعها الاقتصادي والاستراتيجي، ويشكّل للأخيرة ضربة حاسمة وصاعقة لن تجد واشنطن لمواجهة بكين أفضل منها أو بديلاً عنها.

 

Add to Home screen
This app can be installed in your home screen