نتنياهو في مسرحية الكونغرس: حفلة استعراضية للأكاذيب والتضليل
بالدعائية والتضليل اتّسم خطاب بنيامين نتنياهو امام الكونغرس الأميركي.. حاول من خلاله كسب تأيييد الاميركيين وحثهم على دعمه أكثر، مبررا جرائم الإبادة المتواصلة بقرار من واشنطن التي سقطت أقنعتها أمام العالم سيما بعدما استقبلت بحفاوة قاتل الأطفال ومجرم الحرب المطارد من المحكمة الجنائية الدولية.
حفلة اكاذيب ومسرحية هزلية لا أكثر، هو خطاب بنيامين نتنياهو امام الكونغرس الأميركي، حيث اجتمع حفنة من القتلة والمجرمين متنكرين ببزة رسمية وقناع من الديمقراطية.
أكثر من ثلاثين مرة وقف الحاضرون في الكونغرس الأميركي للتصفيق لرئيس حكومة العدو-لمجرم حرب امعن بقتل النساء والاطفال،معطين اياه ضوءا اخضرا لمواصلة جرائم الابادة.
نتنياهو افتتح خطابه، كما كان متوقعاً، بمهاجمة إيران وتحميلها مسؤولية كل ما يجري في الشرق الأوسط، حاول كسب تأييد الأميركيين الذين يرفضون زيارته بسبب جرائم كيانه في غزة، قائلاً لهم حربنا هي حربكم وأعداؤنا هم أعداؤكم ونصرنا هو نصر للولايات المتحدة، وادعى أن جيشه المأزوم في جبهات القتال في الشرق الأوسط لا يحمي نفسه فحسب بل الولايات المتحدة أيضا.
في موازاة ذلك، اتهم نتنياهو المتظاهرين الذين تجمّعوا أمام الكونغرس خلال إلقائه الخطاب، بأنهم اختاروا أن يقفوا مع الشرّ، ومع حماس، ويجب أن يشعروا بالعار، وفي موقف مثير للسخرية، ادعى بأن إيران تموّل التظاهرات أمام الكونغرس الآن، وفي الولايات المتحدة.
كما هاجم نتنياهو محكمة الجنايات الدولية، وزعم أن أكاذيب محكمة الجنايات الدولية تحاول تقييد يد إسرائيل، ومنعنا من الدفاع عن أنفسنا، متابعاً أنه إذا ما قُيّدت يد إسرائيل، فيد أميركا ستكون التالية.
وبخصوص الحرب في غزة، وفيما لم يذكر بشكل واضح اي امر متصل بصفقة اعادة الاسرى: تطرق نتنياهو إلى احد الأسباب الأساسية لزيارته إلى الويات المتحدة، وهي جلب ذخيرة وسلاح إلى جيشه الذي يعاني من نقص بالتسليح، مكررا القول إن تسريع المساعدات الأميركية لإسرائيل سيسرع إنهاء الحرب في غزة وتحقيق النصر، ورغم أن العديد من التقارير الدولية أكدت أن عدوان الجيش الإسرائيلي هو الأكثر قتلاً للمدنيين ووحشية في السنوات الأخيرة، قال إن حماس تريد تشويه سمعة إسرائيل للضغط علينا لإنهاء الحرب قبل تحقيق النصر.
ولم يغب عن بال نتنياهو تقديم الشكر لمن يدير حرب غزة ويمولها ولمن تلطخت ايديه بجرائم القتل والابادة، حيث توجّه بالشكر إلى الرئيس الأميركي الحالي جو بايدن والرئيس السابق دونالد ترامب، وشكر الأول على دعمه القوي لإسرائيل بعد 7 أكتوبر، والثاني على اتفاقيات أبراهام التطبيعية.
بالمحصلة خطاب نتنياهو لن يغير شيء، الا انه جاء ليثبت للعالم زيف الشعارات التي ترفعها الولايات المتحدة الأميركية التي لو كانت صادقة في مزاعمها لما استقبلت نتنياهو، ودافعت عن كيانه المحتل وتجاهلت قرار محكمة العدل الدولية، ولما صفقت وايدت قاتل الاطفال هذا .