الرد اليمني المرتقب يُقلق العدو: الكيان أعجز عن تحقيق أي انتصار
مع ذهاب المواجهة بين اليمن وكيان العدو إلى مرحلة جديدة‘ يطرح متابعون سؤال عن مدى امكانية نجاح تل أبيب فيما أخفقت فيه الولايات المتحدة وقبلها السعودية في إضعاف صنعاء ولجمها عن نصرة غزة وشعبها.
ما تلعبه اليمن اليوم من دور اقليمي واستراتيجي غيّر معادلات ووجه المنطقة لم يدركه البعض .. المذهولون بما وصلت اليه صنعاء وقواتها المسلحة رغم سني العدوان والحصار التسعة.
فاليوم ومع انتقال المواجهة بين صنعاء وتل أبيب إلى مرحلة جديدة وفيما يسود الرعب والقلق كيان العدو المترقب للرد اليمني على العدوان الصهيوني الاخير الذي استهدف محافظة الحديدة، يطرح متابعون جملة من الاسئلة ابرزها مدى امكانية نجاح تل أبيب فيما أخفقت فيه الولايات المتحدة وشركائها في إضعاف صنعاء ولجمها عن نصرة غزة وشعبها.
وللإجابة عن هذا السؤال لا بد من التوقف عند جملة من الوقائع والحقائق: اولها ان اليمن ورغم أكثر من تسع سنوات من عدوان وحصار خرجت بقوة وثبات وصمود اجبرت من خلاله الطرف الآخر على خفض التصعيد بعد ادراكه انه لا سبيل لاخضاع هذا الشعب.
اما الأمر الآخر فهو انه وفي الحادي عشر من يناير الفين واربعة وعشرين تعرضت اليمن لعدوان اميركي بريطاني ردا على عملياتها ضدّ مواقع في الكيان الصهيوني وفرضها حظرًا على مرور السفن الإسرائيلية في البحر الأحمر في سياق التضامن مع قطاع غزّة، وقد حوّلت هذه العمليات صنعاء إلى قوة إقليمية يُحسب لها حساب واعترف الجيش الأميركي متأخرًا بأنه أخفق في ردع اليمن الذي يتمسك بموقفه المساند لغزة رغم كل ما تعرض ويتعرض له بتأكيد شعبي ورسمي.
بالمحصلة فإن كل ما خاضته اليمن سابقا أتاح لها التعرف على سبل تجاوز فعالية منظومات الأعداء العسكرية وترقية قدراتها وتسجيل إنجازات إضافية، ليس أقلها استخدام أساليب وأسلحة متطورة، واثبتت عجز كل قوة إقليمية أو عالمية اعتدت على اليمن حيث لم تتمكن من إخضاعها أو تحقيق أي من أهدافها المعلنة.
وبالتالي فإن من لم ترهبه الأساطيل الأميركية والغربية ولا التحالفات الاوروبية لن يخشى قوة تقع على بعد ألفي كيلو متر من حدود أراضيه ولن يخشى كذلك استهداف اعيان مدنية قُصفت ودُمرت طيلة السنوات التسع الماضية.
باختصار، ليس في وسع العدو تحقيق انتصار عسكري في اليمن، لكن في وسع القوات المسلحة اليمنية التسبب بأضرار كبيرة لأمن الاحتلال، ومن شأن تدحرج الأحداث على جبهة الإسناد اليمنية أن يحوّلها إلى جبهة رئيسية تستنزف كيان الاحتلال في عمقه الآمن وتكشف ضعف دفاعاته ومحدودية كفاءة قدراته الهجومية، وربما لذلك اختار العدوّ منشأة نفطية في الحديدة يُبرز اشتعالُها الحاجة الماسّة إلى مفعول إعلامي ونفسي فقط.