مئتان وتسعون يوما: المقاومة تستبسل في التصدي للعدو
تنجح المقاومة الفلسطينية في غزة في إيقاع خسائر كبيرة بالعدو الصهيوني باستخدام أسلحة وأساليب قتالية متعددة؛ ليجد العدو نفسه وباعتراف قياداته العسكرية عاجز مهما بدل ونوّع من تكتيكاته التي برعت المقاومة في حلها وتجاوزها.
بهذه الروح يقاتل مجاهدو المقاومة الفلسطينية على مدار نحو عشرة أشهر.. اندفاع وثقة وجهوزية حيّرت العدو العاجز عن تفسير تكتيكات وسبل المقاومة الآخذة بالتطور مع مرور ايام المعركة.
فمنذ بدء حرب الإبادة على غزة، بدت بسالة المقاومة وأساليبها ومهاراتها القتالية استثنائية أمام وحشية وإجرام الاحتلال غير المتناهي والذي يعتمد على قوة تسليحية هائلة تشمل الدبابات والآليات الثقيلة المزودة بتكنولوجيا متقدمة.
وبالرغم من كل ما يمتلكه هذا العدو، واصلت المقاومة التنكيل بالقوات الصهيونية المتوغلة في القطاع ، حتى صنعت من المسافة صفر رعبا حقيقيا لقوات العدو ولم تطور من تكتيكاتها فقط بل جددت بناء هيكلها.
مجاهدو المقاومة الفلسطينية وبعد مئتين وتسعين يوما لا زالوا يتلقفون ضباط وجنود العدو من كل جانب في اشتباكات مباشرة وكمائن محكمة وعبوات ناسفة وأنفاق مفخخة يصطادون دباباتهم والياتهم العسكرية من مسافات مختلفة.
وتتوالى بيانات المقاومة ساعة تلو أخرى لتعلن عن قتل وإصابة ضباط وجنود صهاينة وتدمير آليات عسكرية في مختلف محاور التقدم والمواجهة في شمال ووسط وجنوب قطاع غزة، وتطلق من حين إلى آخر رشقات صاروخية على مختلف المدن المحتلة والمستوطنات مبرهنة بذلك ان لا هدف او اي انجاز تمكن العدو من تحقيقه رغم هذه الفترة من الحرب، بل على العكس تماما جل ما يحصده هو المزيد من الهزائم والخسائر.
وفي هذا الإطار، نقلت صحيفة يديعوت أحرونوت عن جنود وضباط في جيش الاحتلال شاركوا في معارك خان يونس قولهم ان القتال في غزة معقد وان مقاتلي كتائب القسام يغيرون تكتيكاتهم خلال الحرب المستمرة على القطاع، وأوضح جنود وضباط الجيش الصهيوني للصحيفة أن مقاتلي حركة حماس كانوا يخرجون أحياء من تحت الأنقاض بعد قصفهم لأنهم اتخذوا أقبية محمية بخرسانة مسلحة ملاجئ لهم.
كما نقلت صحيفة جيروزاليم بوست عن قائد لواء ناحال يائير زوكرمان قوله ان هناك أنفاقا في كل البيوت تقريبا بمدينة رفح، وان تقدم قواته بطيء والمعارك مضنية، مضيفا أن فصائل المقاومة تزرع كاميرات كثيرة في رفح لإدارة المعركة من فوق الأرض وتحتها، وأن من بين التحديات التي تواجه قواته تفخيخ المنازل والغرف في المدينة قبل دخول القوات الصهيونية إليها، وتفجيرها عن بُعد.
بالمحصلة وازاء هذه الاعترافات، تؤكد المقاومة بعملياتها المستمرة واساليبها انها اعدت العدة لايام طوال من المواجهة مع عدو استنفد خياراته وكافة وسائله لكسر هذه المقاومة الصامدة التي طوعت الحرب لمصلحتها وطردت من قاموسها فكرة الاستسلام.