نتنياهو يعرقل الصفقة من جديد: مماطلة متعمدة بشروط اضافية
لا زال رئيس حكومة العدو بن يمين نتنياهو العقبة الأساسية التي تعيق المسار التفاوضي مع حركة المقاومة الإسلامية حماس ، رغم كل الاجواء الايجابية التي اشيعت سابقا ، حيث اكدت حركة حماس ان نتنياهو لا يزال يتلكأ ويماطل ويبحث عما يعطل اتفاق تبادل الأسرى
إلى المربّع الأول، عاد الحديث عن صفقة التبادل ومفاوضات وقف اطلاق النار ، فنتنياهو يتمسّك بفرض شروط لم تكن موجودة، مدّعياً أن الظروف التي دفعت حماس إلى التراجع عن مواقفها السابقة، يجب استغلالها لإجبارها على مزيد من التنازلات ، على رغم أن حركة حماس أبدت مرونةً في موقفها التفاوضي، وتحديداً لجهة مطالبتها بإنهاء الحرب، بعدما جرى ترحيل هذا البند إلى المرحلة الثانية من الاتفاق والمباحثات التي ستدور بشأنها، إلا أن أصل المطالب الأخرى لم يتغيّر، وفي المقدّمة منها: الانسحاب من محور فيلادلفيا ومعبر رفح، والشريط العازل الذي بات يفصل الحدود المصرية عن أراضي غزة، إضافةً إلى الانسحاب من محور نتساريم الممرّ الذي يفصل شمال القطاع عن وسطه وجنوبه، وعودة النازحين إلى مناطقهم التي هُجّروا منها.
الواقع أن تل أبيب تعمل مع شركائها، ممَّن هم وسطاء في العملية التفاوضية أو مَن هم خارجها، على إيجاد صيغة للتعامل مع تلك التحديات، خصوصاً أن تل ابيب تريد بالفعل الانسحاب من المحاور التي تسيطر عليها، لعدم قدرتها على تحمُّل الأثمان المترتّبة على مواصلة سيطرتها هناك، لكنها معنية في المقابل بإيجاد بدائل تراهن على تمكّنها من صدّ حماس ومنعها من ملء فراغ الانسحاب.
وبالتالي يمكن إجمال العقد التفاوضية الحالية والتي قد تتطور وتتبدّل باثنتين أساسيتين، هما: الانسحاب الإسرائيلي من قطاع غزة، سواء من نتساريم أو من فيلادلفيا وعودة النازحين إلى شمال غزة، ومطالبة نتنياهو بمنع عودة من يسمّيهم المسلحين
وفي ما يتعلق بالعقدة الأولى، فخلافاً لتصريحات نتنياهو، فإن إسرائيل وافقت سابقاً على إخلاء جميع قواتها من كل مناطق القطاع، بما في ذلك محورا نتساريم وفيلادلفيا ضمن المرحلة الثانية من الصفقة بحسب قناة كان التي عرضت وثيقة تُظهر موافقة تل ابيب في السابق على انسحاب الجيش من نتساريم من دون شروط، فيما لم يكن فيلادلفيا قد احتُلَّ أصلاً حينها.
أما العقدة الثانية، فهي متعلّقة بالأولى، إذ كيف سيضمن نتنياهو - في حال انسحبت قواته من نتساريم - أن لا يعود مقاتلو حماس إلى الشمال؟ الجواب عن هذا السؤال يقع بين اثنين لا ثالث لهما: إما أنه سيرفض الانسحاب وسيُبقي على قوات في نتساريم لضمان شرطه، أو سيبحث آلية تضمن ذلك من خلال قوات أخرى، غير الجيش الإسرائيلي، ربما تكون فلسطينية محلّية، من غير حماس موثوقة لديه، أو قوّات دولية، من نوعٍ ما، وبإشراف معلوماتي واستخباري إسرائيلي.