التعطيش..سلاح آخر يلجأ إليه العدو الاسرائيلي لقتل الفلسطينيين في غزة
فإلى جانب التجويع جعل الكيان الصهيوني من التعطيش أسلوبا آخر للضغط على الفلسطينيين حيث ادت سياسات الاحتلال التعسفية إلى تعطيل جميع محطات وأنظمة معالجة المياه العادمة، وتوقّف حوالي خمسة وستين مضخّة للصرف الصحي، وتدمير سبعين كلم من شبكات الصّرف
وسط هجوم مكثف جديد للاحتلال على مدينة غزة وأمره بإخلاء كامل المنطقة، يقبع سكان المدينة محاصرين في منازلهم، بينما تتناثر الجثث في الشوارع، من دون تمكن فرق الإسعاف من انتشالها، وكشفت وزارة الصحة عن سكان محاصرين وعالقين، وآخرين استشهدوا داخل منازلهم، فيما رفض العديد من السكان الانصياع لأوامر الإخلاء كاشفين أنهم يعانون من نقص الغذاء والأدوية والمياه ايضا
فق بات سكان شمالي القطاع مهددين بالعطش الشديد مع توقف محطات تحلية مياه الشرب التي تزود المنطقة عن العمل، بسبب نفاد الوقود، وهو الأمر الذي من شأنه أن يعقِّد الأزمة الإنسانية بعد قيام الاحتلال بتدمير معظم آبار المياه، في وقت تستمر المجاعة بالتفاقم مع توقف دخول المساعدات وانتشار امراض وبائية، لا سيما الكوليرا
وتزداد أزمة المياه في قطاع غزة عمقًا يومًا بعد يوم، منذ بداية العدوان الاسرائيلي على قطاع غزة، حيث يواجه أكثر من مليونَي فلسطيني في القطاع شبح الموت عطشًا، جراء قرار اتخذه الاحتلال بداية العدوان، بقطع إمدادات الكهرباء والمياه والوقود
وفي هذا الشأن قال المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان إن استهداف الاحتلال المتواصل والمنهجي واسع النطاق لمصادر المياه ومحطات التحلية في قطاع غزة، يُظهر أنه يتخذ من التعطيش سلاحًا آخر ضد المدنيين الفلسطينيين، يتعمد من خلاله تقليص مصادر المياه المتاحة لهم، وبخاصة الصالحة للشرب، وفرض المجاعة والتسبب في إهلاك أكثر من مليونَي نسمة في إطار جريمة الإبادة الجماعية المستمرّة منذ شهر أكتوبر/ تشرين الأوّل الماضي
وتشهد جميع مناطق قطاع غزّة شحًا في المياه، وانهيارًا لنظام الصرف الصحي، في ظل استمرار جرائم حرمان السكان من المواد التي لا غنى عنها للبقاء، يتضح ذلك من خلال تدمير أكثر من 700 بئر ومحطة تحلية مياه، في حين تعاني البقية من شح الوقود، الذي يمنع الاحتلال إدخاله إلى القطاع بالرغم من ارتفاع عدد الضحايا وبينهم الأطفال، بفعل انتشار الأوبئة والأمراض المعدية، بعد تراكم المياه الملوثة؛ نتيجة استهداف محطات الصرف الصحي.