محور نتساريم.. مقاومة باسلة وعمليات صعبة يواجهها الاحتلال
مع تصاعد عمليات المقاومة، تحول محور نتساريم من ممر امن للاحتلال الى إلى منطقة عمليات عسكرية ومعارك ملتهبة، يتكبد فيها جيش الاحتلال خسائر كبيرة على يد المقاومة الفلسطينية، فما اهمية هذا المحور وماهي تداعيات العمليات العسكرية هناك؟
لم يعد محور نتساريم مجرد ممر آمن للاحتلال الإسرائيلي تشن قواته عدوانا من خلاله على أحياء قطاع غزة المختلفة، بل تحول في الأيام القليلة الماضية إلى منطقة عمليات عسكرية ومعارك ملتهبة، يتكبد فيها جيش الاحتلال خسائر كبيرة على يد المقاومة.
ومحور نتساريم ممر يفصل بين جنوب قطاع غزة وشماله، وهو منطقة زراعية ، يبلغ طوله نحو 7 كيلومترات، ويمتد من منطقة غلاف غزة شرقا وصولا إلى البحر المتوسط غربا.
وامام مساعي العدو الحثيثة الى جعل هذا المحور منطلقا لفصل شمال غزة عن جنوبها، تعهدت كتائب القسام بجعله محورا للرعب والقتل، واخراج منه العدو مندحرا مهزوما، وهذا بالفعل ما تنبؤ به طبيعة المعارك التي يصفها الاحتلال عادة بالاحداث الصعبة.
وفي الأيام الثلاثة الماضية، أعلنت المقاومة أن محور نتساريم شهد 9 عمليات عسكرية ضد جنود الاحتلال وآلياته المختلفة.
في حين تحدث جيش الاحتلال الإسرائيلي عن أن هناك 4 عمليات أمنية صعبة وقعت في هذا المحور وبمنطقة تل الهوى، وذلك خلال الفترة نفسها التي تحدثت عنها المقاومة.
وتتضح أهمية محور نتساريم في تصاعد سير المعارك من حوله، ورغبة جيش الاحتلال في توسيع عرض هذا المحور من كيلومترين إلى 4 كيلومترات، لكن محللون رأو أن الأهمية العسكرية الأكبر لهذا الممر تأتي من أولا- من ناحية الجغرافيا العسكرية.. التي تعطي حرية لعمليات أكبر في العمل على الأرض عبر عزل المناطق الدفاعية والبقع القتالية عن بعضها.
ثانيا- من الناحية الإدارية.. فإنه يقسم أراضي قطاع غزة إلى كتلتين جغرافيتين: شمالية وجنوبية، مما يوفر لقوات الاحتلال سيطرة وتحكما أكبر على المجتمع المدني، الذي يعد حاضنة شعبية للمقاومة.
ثالثا- في ان المحور يربط بين البر والبحر، ويوفر طريقا آمنا وسريعا نحو الميناء الأميركي على ساحل البحر، اما من الناحية الأمنية فيمثل حاجزا ومركز تحقيق ميداني لمئات الآلاف من الغزيين النازحين.
وبالاضافة الى كل ذلك، يستخدم جيش الاحتلال المحور وسيلة للابتزاز الإنساني في ما يتعلق بالمساعدات القادمة من المعابر الشمالية أو الجنوبية أو الشرقية.
وعلى الرغم من القاء الاحتلال كل ثقله على هذا المحور، يبدو ان المقاومة لم تعطي فرصة للاحتلال لاخذ راحته هناك، وهو امر سيأخذ دون ادنى شك أبعادا متعددة، تجعل من هذا المحور محطة استنزاف لجيش الاحتلال لم تكن ضمن الحسابات، مقابل فشل العدو في فرض اي سيطرة عسكرية لتحقيق اي من غاياته.