09 تموز , 2024

خلاف سياسي وعسكري في تل ابيب: إنهاء الحرب حاجة ملحة بأي ثمن

مع أن القرار العسكري الاسرائيلي يوصي بانهاء العدوان على غزة الا ان الأداء العملي لرئيس حكومة العدو بنيامين نتنياهو كاف للتدليل على أن سياسة التسويف وتقطيع الوقت ومنع إنهاء الحرب لأجل البقاء السياسي، هي التي لا تزال تسيطر على مسار المفاوضات.

بات واضحاً أن قادة جيش العدو معنيون بإنهاء الحرب على غزة، وإن كانت الكلفة صفقة تبادل أسرى مع حركة حماس تتضمّن تراجعاً عن ثوابت حكمت الموقف الإسرائيلي طوال فترة التفاوض الطويلة الماضية. وإذا لم يكن ذلك لأجل الأسرى الإسرائيليين، وهو العنوان الذي يرفعه قادة المؤسسة العسكرية، كما يتضح من التسريبات التي تُنشر تباعاً في الإعلام العبري، فهو بالتأكيد موقف مبني على تراجع الاستعداد والجهوزية، كما القدرة على مواصلة الحرب بوتيرتها المرتفعة، على رغم أن هذه الوتيرة من القتال قد انتهت بالفعل.

وفي السياق تحدّثت صحيفة يديعوت أحرونوت الإسرائيلية عن ضرورة القبول بصفقة تبادل الأسرى ووقف إطلاق النار في قطاع غزة، على الرغم من أنّها سيئة بالنسبة تل ابيب التي تخوض الحرب منذ 9 أشهر من دون أن تحقق أياً من أهدافها المعلَنة.

وفي مقال للصحافي الإسرائيلي بن درور يميني، أكدت الصحيفة أنّ نشاط إسرائيل الحالي لا يؤدي إلى انتصار مطلق في قطاع غزة، بل يؤدي فقط إلى تفاقم الفشل المعروف  مشيرا الى  أنّ الصفقة سيئة بالفعل بالنسبة لإسرائيل لان حماس ستعلن الانتصار إذا تم تنفيذها في نهاية المطاف الا ان تل ابيب لن تجني نصراً عادياً ولا نصراً مطلقاً في هذه الحرب وفي هذا الإطار

أما المؤسسة السياسية، وفي المقدّمة منها نتنياهو، فهي متلهّفة لإنهاء الحرب والتوصل إلى صفقة تبادل أسرى. وكما يبدو من الأداء الفعلي، فرئيس الوزراء معنيّ بأن يتم التوصل إلى اتفاق يطلق أكبر عدد من الأسرى، مقابل تهدئة ووقف إطلاق نار مؤقّت لأسابيع، يتيحان لتل ابيب  أن تستأنف القتال لفترات غير محدّدة. إلا أن ما يؤكده الإعلام العبري ومعلّقوه هو أن نتنياهو غير معنيّ بدفع ثمن أي اتفاق مع حماس، إذا كان هذا الثمن هو تفكيك الحكومة، أو على الأقل تقويض أسسها.

وعلى هذه الخلفية، يفعل نتنياهو الشيء ونقيضه: أرسل الوفد الإسرائيلي المفاوض إلى القاهرة، في إشارة إلى رغبته في استمرار المفاوضات والتوصل إلى اتفاق، وفي الوقت نفسه أصدر بيانه المتطرّف الذي يؤكد الموقف الإسرائيلي المتشدد.

الأكثر ترجيحاً هو أن يواصل نتنياهو المفاوضات، وفي الوقت نفسه التسويف والمماطلة فيها، فيما ستواصل المؤسسة العسكرية في تل أبيب ضغطها المتواضع في اتجاه وقف الحرب، وإن كان أداؤها العملي طوال الفترة الماضية، يتماشى مع موقف رأس الهرم السياسي.

Add to Home screen
This app can be installed in your home screen