حزب الله يواصل استنزاف العدو ويضعه امام خيارات سيئة
تقر عدد من الاوساط الصهيونية بصعوبة المعركة على الجبهة الشمالية، وبأن حزب الله وضعهم امام خيارات جميعها سيئة وصعبة، وبأن الحل امامهم هو الاستفادة من موقف حماس في موضوع التبادل والتوصل الى اتفاق يؤدي الى وقف اطلاق النار والتسوية في الشمال.
مرت الأشهر التسعة في لبنان، اختلفت فيها الأوضاع الميدانية، وكانت الكلمة للميدان الذي فرض تكتيكات واسلحة جديدة وضربات أكثر نوعية وصولا إلى تهديد العدو بحرب لا ضوابط وسقوف فيها بعدما تلقى لبنان تهديدات بشن حرب شاملة.
الميدان اشتعل بعد رد حزب الله على اغتيال القائد الحاج أبو نعمة، حيث قالت أوساط صهيونية إنّه الرد الأوسع منذ السابع من أوكتوبر وخياراتهم في الشمال كلّها سيئة.
المحلل الصهيوني للشؤون العربية باروخ يديد وقول إن حزب الله اطلق ثلاثمئة صاروخ خلال الاربع والعشرين ساعة بما فيها صواريخ بركان وبأن هذا كان الرد الاوسع من قبل حزب الله منذ السابع من اكتوبر بالاضافة الى اطلاق خمس وعشرين طائرة مسيرة.
هذا ما يفسر قول رئيس المجلس التنفيذي في حزب الله هاشم صفي الدين ان الردود قد تصل الى مستوى لم تتخيله اسرائيل، فحزب الله اطلق الصواريخ نحو قواعد جيش الاحتلال في الجليل والجولان.
فالمعادلة التي وضعها الحزب بعد استهداف القياديين واضحة يقول المحلل الصهيوني للشؤون العربية ألون ابيتار انه كلما استهدفوا قياديا رفيعا، عليهم ان يكونوا مستعدين لتلقي رد اعلى واقوى بالصواريخ والطائرات المسيرة
وتابع نحن لا نملك الرد على جزء من هذه الوسائل خصوصا الكميات التي تطلق في وقت قصير من الطائرات المسيرة والصواريخ ، إذ سنواجه مشكلة صعبة من ناحية الاعتراض وهناك خسائر واضرار.
وامام هذه التحديات، كل الخيارات امام العدو سيئة، حيث يرجح مسؤولون صهاينة ان خيارات ثلاث امامهم، الخيار الاول هو انهم سيواصلون الوضع الراهن ، ما يعني انهم لا يمكن ان يعيدوا سكان الشمال، والخيار الثاني هو الذهاب الى المواجهة الشاملة وهذا يتطلب دعما دوليا واميركيا بشكل استثنائي ، ووحدة داخلية وقدرة على الاستمرار خصوصا في مجال الذخائر وهذا غير متوافر حاليا.
اما الخيار الثالث فهو القيام بعملية محدودة ، وهذا الخيار هو الأكثر سوءا لانهم سيدفعون كل اثمان الحرب من دون تحقيق التغيير الاستراتيجي المطلوب ، وفي نهاية المطاف حزب الله سيكون هناك وسيكون قادرًا على ترميم نفسه.
وبالمحصلة، يقول الرئيس السابق لشعبة الاستخبارات العسكرية الصهيونية ان الحل هو الاستفادة من موقف حماس في موضوع التبادل والتوصل الى اتفاق يؤدي الى وقف اطلاق النار والتسوية في الشمال.