عمليات المسافة صفر..إرث المقاومة الفلسطينية المتجدد
بينما تدخل معركة طوفان الأقصى شهرها التاسع، تواصل المقاومة التصدي إلى العدوان بسلاحها وسط الحصار والصمت العالمي الذي يمارس ضدها، في معركة لم تضع أوزارها بعد ولم يُلقى فيها السلاح، مؤكدة المقاومة بذلك أن لا استسلام في قاموسها على الإطلاق.
رغم تواصل حرب الإبادة الإسرائيلية في قطاع غزة، تواصل فصائل المقاومة الفلسطينية عملياتها العسكرية في مواجهة جيش الاحتلال، وإلحاق الخسائر في جنوده ومعداته القتالية.
وبينما يعلن جيش الاحتلال عن تفكيكه للقدرات العسكرية للمقاومة في القطاع، تُظهر مشاهد مصورة مهاجمة عناصر المقاومة لجيش الاحتلال بجرأةٍ غير مسبوقة كما يؤكد محللون ومراقبون، فتكشف هذه العمليات كذب التصريحات التي تروجها المؤسسة العسكرية في دولة الاحتلال.
وأثار مشهد مهاجمة مقاوميّن اثنين لدبابة جيش الاحتلال وزرع العبوات الناسفة على جدارها دهشة العديد من المحللين، هذه العملية ليست بالجديدة على تاريخ المقاومة، فقد سبق أن وثق الإعلام العسكري للمقاومة عمليات مماثلة، بتثبيت العبوات الناسفة على أبوب المدرعات والآليات العسكرية الإسرائيلية وتفجيرها، ويطلق على هذه العمليات المسافة صفر والتي تعني التحام المقاوم مع هدفه من مسافةٍ قريبة جداً.
ونفذ عناصر المقاومة عمليات مشابهة كملية تفجير دبابة "ميركافا" في قاعدة زيكيم العسكرية أثناء معركة العصف المأكول عام 2014، وعملية موقع "ناحل عوز" وقيام عناصر كتائب القسام بقتل جندي من مسافة صفر داخل ثكنة عسكرية.
وينبع نجاح عمليات المقاومة في قطاع غزة إلى عدة أسباب أبرزها: العقيدة القتالية التي يتمتع بها المقاومون وإيمانهم الراسخ بمنهجهم وعملهم، إضافةً إلى براعتهم في استخدام سلاحهم المُصنع محلياً، ومعرفتهم الشاملة بأرض المعركة.
وبينما تدخل معركة طوفان الأقصى شهرها التاسع، تواصل المقاومة التصدي إلى العدوان بسلاحها وسط الحصار والصمت العالمي الذي يمارس ضدها، في معركة لم تضع أوزارها بعد ولم يُلقى فيها السلاح، مؤكدة المقاومة بذلك أن لا استسلام في قاموسها على الإطلاق.