بعد 42 عاما.. إقرار اسرائيلي بأن المقاومة فجّرت مقر الحاكم العسكري في صور
اثنان وأربعون عاما مرت، ولا تزال عملية الشهيد أحمد قصير الاستشهادية التي فجر فيها مقر الحاكم العسكري للعدو في صور جنوب لبنان حاضرة.. فبعد اربعة عقود من النكران الاسرائيلي، اعترفت لجنة التحقيق في العملية بأنّها كانت هجوماً للمقاومة، وليس انفجاراً نتيجة تسرب غاز كما كانت الادعاءات السابقة.
هو الهجوم الأكبر.. هكذا وصف العدو الاسرائيلي تفجير مقر الحاكم العسكري التابع له في صور جنوب لبنان.. هجوم وعلى الرغم من حجم الخسائر البشرية والمادية التي خلفها، كانت ناتجا عن تسرب غاز بحسب الرواية الاسرائيلية الركيكة التي حاكتها لجنة التحقيق العسكرية آنذاك للتعمية على حقيقة ما جرى..
إلا أنه وبعد 42 عاما من النكران، جاء الاعتراف الرسمي من العدو الاسرائيلي بأنها نفذت من قبل المقاومة الاسلامية في لبنان.
وفي التفاصيل فقد كشفت صحيفة يديعوت أحرونوت العبرية أنّ لجنة التحقيق في العملية الاستشهادية للشهيد أحمد قصير، التي دمّر خلالها مقر الحاكم العسكري في صور في نوفمبر 1982، ستُقرّ بأنّ العملية كانت هجوماً للمقاومة، وليس انفجاراً نتيجة تسرب غاز كما كانت الادعاءات السابقة.
وفي اعتراف هو الاول من نوعه، نشرت الصحيفة أنّ لجنة التحقيق، التي تشكلت قبل نحو عام في أعقاب سلسلة من التحقيقات التي نُشرت في يديعوت أحرونوت، من أجل إعادة فحص أسوأ كارثة في تاريخ الجيش الإسرائيلي وفق تعبيرها، أنهت عملها وكتابة تقريرها النهائي، الذي تم تعريف استنتاجاته بأنّها دراماتيكية ومثيرة.
كما لفتت إلى أنّ اللجنة ستقدم استنتاجاتها قريباً إلى رؤساء أجهزة الاستخبارات والمؤسسة الأمنية والعسكرية والحكومة الإسرائيلية، ومن ثم إلى عائلات قتلى الانفجار. مضيفة أنّ المصادر في مجتمع الاستخبارات التي راجعت التحقيق، قالت إنّه يحتوي على نتائج مثيرة ليس فقط حول سبب المأساة، بل أيضًا بشأن التستر عليها وتكلفة هذا التستر
يذكر ان كيان العدو أعلنت في يونيو2023، تشكيل لجنة جديدة للتحقيق مجدداً في تفجير مقر الحاكم العسكري جنوبي لبنان، وذلك مع كشف وقائع جديدة بشأن هذه العملية.
فبعد أكثر من اربعة عقود من الزمن، لا تزال تداعيات عملية الشهيد أحمد قصير تتوالى، حيث شكلت حينها خطرا كبيرا على أمن كيان العدو؛ لتوصف بالأقوى وبالأنجح في تاريخ المقاومة لناحية عنصري المفاجأة والدقة اللذين اتسمت بهما.
وعلى الرغم من المحاولات الاسرائيلية المستميتة لتزييف حقيقة العملية البطولية التي نفذها فاتح عهد الاستشهاديين، يأتي هذا الاعتراف اليوم ليؤكد أن جرحها لا يزال مفتوحا.