مأساة جديدة...المجاعة تهدد حياة مرضى غسيل الكلى في غزة
مع تواصل الحصار الإسرائيلي على قطاع غزة، تتفاقم معاناة مرضى غسيل الكلى الذين يواجهون خطر الموت نتيجة المجاعة ونقص الدواء، في ظل أوضاع إنسانية توصف بالكارثية.
داخل قسم الكلى في مستشفى شهداء الأقصى بدير البلح، يتجمع يومياً عشرات المرضى بانتظار جلسة غسيل قد لا تكتمل. فبسبب الحصار وإغلاق المعابر ومنع إدخال المساعدات، يشتكي المرضى من سوء التغذية وندرة الأدوية والمستلزمات الطبية، الأمر الذي يضاعف معاناتهم.
المجاعة المتفشية حرمت هؤلاء من الغذاء الصحي الضروري لحالتهم، خاصة البروتينات والدهون التي يحتاجها الجسم لتعويض ما يفقده خلال الغسيل. كثير منهم يخضعون لجلسة واحدة فقط في الأسبوع، بدلاً من أربع جلسات، في وقت لم تعد فيه أجهزة الغسيل قادرة على تلبية حاجاتهم بسبب اهتراء المعدات ونقص قطع الغيار.
الأطباء يحذرون من أن سوء التغذية يؤدي إلى تدهور المناعة وزيادة خطر الالتهابات، ما يجعل المرضى أكثر عرضة للمضاعفات وربما الموت.
وفي مشهد مؤثر، يقول أحد المرضى: "نأتي إلى المستشفى ونحن لا نعرف إن كنا سنعود إلى منازلنا. جلسة الغسيل أصبحت كابوساً، لا دواء ولا غذاء، حتى الماء لا يكفي. نحن نموت ببطء."
ويصرح المرضى أنهم لا يستطيعون الحصول على الرعاية الكافية بل ثلث ما يحتاجونه أو أقل، هذا عدا عن قطعهم لكيلومترات طويلة على الدواب للوصول الى مستشفى شهداء الاقصى وهي الوحيدة المتوفرة لغسل الكلى في كل القطاع.
وقد أدت هذه الظروف إلى تسجيل ارتفاع في حالات الوفاة بين مرضى غسيل الكلى، ليصبحوا من أكثر الفئات عرضة للموت في غزة المحاصرة.
معاناة مرضى غسيل الكلى تكشف جانباً من الكارثة الإنسانية الأوسع التي تضرب غزة، حيث يشكل استمرار الحصار والمجاعة خطراً حقيقياً على حياة آلاف المرضى، في ظل صمت دولي يطيل أمد المأساة.