غزة على فوهة نكبة جديدة.. والاحتلال يواجه أوسع حراك احتجاجي منذ بدء العدوان
في وقت تتهيأ فيه آلة الحرب الإسرائيلية لاقتحام مدينة غزة وتهجير أهلها، تتصدّع الجبهة الداخلية للاحتلال تحت ضغط الشارع، حيث خرجت أوسع تظاهرات منذ بدء الحرب، ليس فقط للمطالبة بعودة الأسرى، بل لوقف العدوان الذي يهدد بتفجير الداخل الإسرائيلي نفسه.
بينما يسرّع الجيش الإسرائيلي خطواته لاحتلال كامل قطاع غزة، يشهد الداخل الإسرائيلي أكبر موجة احتجاجات منذ بداية الحرب، حيث خرجت تظاهرات ووقفات في عشرات المواقع تندد بسياسات حكومة نتنياهو وتطالب بصفقة توقف الحرب وتعيد جميع الأسرى.
هيئة عائلات الأسرى دعت إلى إضراب عام، سرعان ما انضمت إليه نقابتا المحامين والأطباء، مكاتب كبرى، جامعات إسرائيلية، شركات تكنولوجية ومنتديات رجال أعمال.
لكن السؤال يكمن في جدية حكومة الاحتلال بالتعاطي مع ملف اسراها مقابل هذا الزخم الاحتجاجي في الكيان.. فعلى مدى عامين تقاعست الجهود الحقيقية في ايجاد حل دبلوماسي او سياسي لابعادهم عن مصير محتم في غزة لاقاه كثيرون : الموت قصفا او جوعا..
محاولة نتنياهو المستميتة لاطالة امد الحرب توضح ان قضية الاسرى بالنسبة له ولحكومته هي قضية خارج الحسابات الاسرائيلية او على الاقل – ليست ضمن الاولويات الفعلية.
فناهيك عن صفر اهتمام لبذل مجهود على الصعيد السياسي ، بات الامر جليا اكثر بعد خطة احتلال شاملة للقطاع..
لا معالم واضحة اذا عن مصير الاسرى الاسرائيليين في الخطوة التالية لاحدى اكثر الخطط خطرا على كل من يتواجد في غزة..
AMB
في المقابل، تتحدث تل ابيب علنا عن نكبة جديدة عبر التصريحات التي تبرر القتل والتهجير كسياسة ممنهجة. الرئيس السابق لشعبة الاستخبارات العسكرية "أهارون هاليفا" ذهب حد القول إن "قتل خمسين ألف فلسطيني في غزة أمر ضروري للأجيال القادمة".
في غزة، يسود القلق والترقب مع تصاعد القصف على الأحياء السكنية، خصوصا في حي الزيتون حيث بدأت قوات الاحتلال بعمليات تدمير وتمهيد ميداني قبل الدخول إلى قلب مدينة غزة. المحلل السياسي وسام عفيفة يؤكد أن الفلسطينيين باتوا أمام خطة تهجير واضحة، بعدما لم يعد هناك مكان للنزوح أو ملاذ آمن.
يشير مراقبون الى أن قوات الاحتلال ستعتمد على قضم الأرض تدريجيًا، بالسيطرة على الشجاعية والدرج والتفاح وصولًا إلى شارع صلاح الدين، قبل أن تبدأ المعركة الكبرى في مدينة غزة، معركة يقول إنها لا يمكن التنبؤ بنتائجها، لأنها مرتبطة بمدى صمود المقاومة".
بين الداخل الإسرائيلي الذي يغلي بالاحتجاجات، وغزة التي تواجه نكبة جديدة، تبدو المنطقة على مفترق خطير: حرب يريد الاحتلال أن يحسمها بالقوة، فيما يصرّ الشعب الفلسطيني على الصمود مهما بلغت الكلفة.