07 آب , 2025

وسط انقسام دولي حاد.. الأزمة الإنسانية في غزة تتفاقم

في وقتٍ تتدهور فيه الأوضاع الإنسانية بشكل غير مسبوق في قطاع غزة، تتصاعد التحذيرات من كارثة أكبر مع التهديدات الإسرائيلية باجتياح كامل للقطاع. وبينما يسابق الفلسطينيون الزمن من أجل البقاء، يكشف المشهد الدولي عن انقسامٍ عميق يعكس عجزًا عن اتخاذ موقف موحّد تجاه معاناة أكثر من مليوني إنسان.

في ظل تهديدات إسرائيلية بتوسيع العمليات العسكرية لاحتلال غزة بالكامل، يستعد المجلس الوزاري المصغر في الكيان الصهيوني لمناقشة خطة جديدة تستهدف وسط القطاع ومدينة غزة، من خلال استدعاء ما يصل إلى ست فرق عسكرية، في عملية قد تستمر حتى خمسة أشهر، وسط دعوات لتشجيع الفلسطينيين على مغادرة القطاع.

وفي خضم التصعيد، حذّر برنامج الأغذية العالمي من أن الجوع في غزة بلغ أسوأ مراحله منذ بدء الحرب، مؤكدًا الحاجة الماسّة لإدخال مساعدات إنسانية دون عوائق.

لكن وعلى المستوى الدولي، يزداد الانقسام وضوحًا. فالاتحاد الأوروبي لا يزال عاجزًا عن التوصل إلى موقف موحّد، بحسب الممثل الأعلى السابق للسياسة الخارجية، جوزيب بوريل. إذ تدعو دول كإسبانيا وبلجيكا لاتخاذ إجراءات صارمة ضد الكيان الصهيوني، بينما ترفض دول أخرى الخوض في أي قرارات حاسمة.

مقترحات قطع العلاقات السياسية مع تل أبيب أُجهضت، كما يقول بوريل، بسبب غياب الدعم الكافي داخل التكتل الأوروبي، في وقت يستمر فيه الجدل حول ازدواجية مواقف بعض الدول، مثل بريطانيا، التي تتحدث عن دعم الفلسطينيين بينما تدعم ميدانيًا العمليات الإسرائيلية.

أما في واشنطن، فإن الصورة تبدو أكثر وضوحًا. المحلل الجمهوري أدولفو فرانكو جدد التأكيد على الدعم الأميركي الكامل للكيان، مرجحًا دعم الرئيس دونالد ترامب لعملية اجتياح كامل للقطاع في حال استؤنفت. وذهب إلى تحميل حركة حماس مسؤولية استمرار الحرب، متهمًا إياها بإفشال جهود التهدئة.

في المقابل، يرى الفلسطينيون في ما يحدث محاولة واضحة للتطهير العرقي. الأمين العام للمبادرة الوطنية، مصطفى البرغوثي، تحدث عن خطط إسرائيلية لنقل السكان قسرًا إلى مناطق مغلقة قرب ممر فيلادلفيا، مع اتهام مباشر لما يُعرف بـ"مؤسسة غزة الإنسانية" بالتسبب في مقتل وجرح آلاف أثناء محاولتهم الوصول إلى المساعدات.

البرغوثي شدد على أن الفلسطينيين أبدوا مرونة كبيرة للوصول إلى وقف إطلاق نار، لكن الاتفاقات فُجّرت في اللحظات الأخيرة من قبل الحكومة الإسرائيلية.

ورغم الانقسام الرسمي، تحوّل كبير في الرأي العام العالمي، خصوصًا في أوروبا، حيث بدأت الشعوب تضغط على حكوماتها بسبب التضليل الإعلامي وعدم التوازن في التغطية.

وفي خضم هذا المشهد، تبقى غزة محاصرة، تحت القصف، ومعلقة في فراغ سياسي، بينما العالم منقسم.. صامت في كثير من الأحيان، أو عاجز عن اتخاذ قرار.

انقسامٌ دولي، تفاقم إنساني، وخطرٌ متزايد بإبادة شعب. هذا هو واقع غزة اليوم.. واقعٌ تكتبه السياسة بالدم، ويقرأه العالم بتردد.

Add to Home screen
This app can be installed in your home screen