غزة تحت النار.. تحركات متواصلة لوقف الحرب
في ظل اشتداد الأزمة الإنسانية في قطاع غزة وتزايد الضغط السياسي والدبلوماسي، خطوة جديدة باتجاه إنهاء الحرب وإبرام صفقة لتبادل الأسرى، حيث يلتقي المبعوث الأمريكي الخاص إلى الشرق الأوسط، ستيف ويتكوف، في العاصمة الإيطالية روما بمسؤولين من قطر ومن الكيان الصهيوني، في لحظة حاسمة قد تفتح الباب أمام اتفاق طال انتظاره.
في إطار المساعي المكثفة لوقف إطلاق النار في غزة، يصل المبعوث الخاص للبيت الأبيض إلى الشرق الأوسط، ستيف ويتكوف، إلى العاصمة الإيطالية روما، حيث يجتمع الخميس مع ما يسمى بوزير الشؤون الاستراتيجية الصهيوني رون ديرمر، ومبعوث قطري رفيع المستوى، لمواصلة التنسيق بشأن التوصل إلى هدنة وبدء تنفيذ صفقة تبادل أسرى.
الاجتماع يأتي بينما تجري مفاوضات غير مباشرة بين حماس والكيان الصهيوني في الدوحة، ويُنظر إلى لقاء روما كإشارة على اقتراب الاتفاق، خصوصًا بعد أن أكد ويتكوف في وقت سابق أنه لن يشارك في محادثات الدوحة ما لم تكن هناك مؤشرات حقيقية على تقدم فعلي.
اللقاء الثلاثي في روما ليس الأول، بل هو امتداد لاجتماع مماثل عُقد قبل أسبوعين في واشنطن، ويُتوقع أن يكون خطوة تمهيدية لسفر ويتكوف إلى الدوحة نهاية الأسبوع، في حال تحقّق تقدّم كافٍ، بحسب ما نقل موقع "أكسيوس" عن مصادر أمريكية وإسرائيلية.
في الوقت نفسه، تشير مصادر دبلوماسية إقليمية إلى أن المفاوضات دخلت مرحلة وصفوها بـ"الحاسمة"، مع ترجيحات بأن تُحسم الصفقة خلال أيام أو تنهار كليًا. حركة حماس، من جهتها، تضع اللمسات الأخيرة على ردّها على المقترح الدولي، وهو ما عجّل بوصول ويتكوف إلى المنطقة لدفع العملية قُدمًا.
المبادرة الجديدة تشمل اتفاقًا لوقف إطلاق النار يترافق مع إدخال 500 شاحنة مساعدات يوميًا إلى غزة، إضافة إلى إطلاق سراح نحو ألف معتقل فلسطيني، بينهم ما بين 100 و200 من ذوي الأحكام المؤبدة. إلا أن النقطة الأبرز المتبقية على طاولة الخلاف تدور حول عمق المنطقة العازلة التي تطالب بها إسرائيل على الحدود مع مصر، والتي تتراوح المقترحات بشأنها بين 800 و1200 متر.
تحركات محمومة، لقاءات دبلوماسية رفيعة، وضغط إنساني لا يُحتمل... كلها مؤشرات على أن الأيام القادمة ستكون حاسمة، إما نحو التهدئة وإنقاذ ما يمكن إنقاذه في غزة، أو نحو تصعيد جديد قد يُدخل المنطقة في فوضى أشمل.