من الساحات الى البحر.. تصاعد التضامن العالمي مع غزة
من موانئ اليونان إلى شوارع لندن وملبورن، تتسع رقعة الاحتجاجات والتضامن الدولي مع الشعب الفلسطيني، تنديدًا بالحرب الصهيونية المستمرة على قطاع غزة. سلسلة من التحركات الشعبية والسياسية تجبر السلطات على اتخاذ إجراءات غير مسبوقة، وتعيد تسليط الضوء على المأساة الإنسانية هناك.
في مشهد غير معتاد، اضطرت سفينة سياحية إسرائيلية إلى مغادرة جزيرة سيروس اليونانية، بعدما منعت السلطات الركاب من النزول بسبب تظاهرة حاشدة مؤيدة لفلسطين.
نحو 150 متظاهرًا احتشدوا في الميناء احتجاجًا على ما وصفوه بـ"حرب الإبادة" في غزة. وذكرت هيئة البث الإسرائيلية الرسمية أن الركاب لم يُسمح لهم بالنزول خشية على سلامتهم، فيما رفع بعض الإسرائيليين على متن السفينة الأعلام وغنوا النشيد، قبل أن تغادر السفينة باتجاه ميناء ليماسول القبرصي.
الاحتجاج في اليونان لم يكن الوحيد، ففي العاصمة البريطانية لندن، وجّهت مجموعة Led By Donkeys رسالة صادمة إلى مقر حزب العمال، لافتة ضخمة لصورة جوية من مخيم جباليا شمال غزة، عُلّقت مقابل مقر الحزب، كُتب عليها: "الاحتجاج على الإبادة ليس إرهابًا"، في إشارة لقرار الحكومة بحظر مجموعة فلسطين أكشن.
الناشطون الذين نفذوا العملية أكدوا أن الكيان الصهيوني يرتكب إبادة جماعية، وأن الحكومة البريطانية تتواطأ عبر تسليحها وتوفير الحماية الدبلوماسية لها، فيما اوقفت الشرطة اثنين من المشاركين، لكن المجموعة نشرت صورًا لهم وهم يتسلقون سقالات البناء قبيل الفجر، في تحدٍ واضح للسلطات.
وفي أستراليا، تزامن افتتاح البرلمان الجديد مع احتجاجات واسعة في ملبورن، مئات المؤيدين لفلسطين طالبوا بفرض عقوبات على إسرائيل، بينما منعت قوات الأمن 15 متظاهرا من دخول مجلس الشيوخ خلال إلقاء المدعي العام كلمته.
المحتجون اعتبروا أن بيان أستراليا المشترك مع 27 دولة أخرى، والداعي لوقف الحرب، غير كافٍ دون تحرك ملموس.
وفي البحر، أبحرت سفينة "حنظلة" من إيطاليا ضمن أسطول الحرية في محاولة جديدة لكسر الحصار الإسرائيلي على غزة.
السفينة تقل 21 ناشطًا من دول مختلفة، بينهم نائبة فرنسية وطبيب كندي وناشطة نرويجية.
ويؤكد هؤلاء أن رحلتهم تهدف إلى كسر حاجز الصمت الدولي وإيصال مساعدات إغاثية إلى الفلسطينيين المحاصرين.
السفينة التي أبحرت في 13 يوليو من ميناء سيراكوزا الإيطالي، سبقها في مايو الماضي حادثة مأساوية حين استُهدفت سفينة "الضمير" التابعة لنفس التحالف بطائرة مسيرة إسرائيلية، مما أدى إلى أضرار كبيرة.
من الموانئ الأوروبية إلى برلمانات العالم، يتزايد الضغط الشعبي والدولي ضد الحرب على غزة، وسط اتهامات صريحة بالتواطؤ الغربي. وبينما تحاول بعض الحكومات تجاهل هذه الأصوات، يواصل المتضامنون رفع شعار: "الاحتجاج ليس إرهابًا"... بل صرخة ضمير.