13 أيار , 2025

إيلات بلا سفن... ميناء تحت نيران اليمن

في وقت تشتعل فيه جبهات عدة، لا يبدو أن الخسائر الإسرائيلية تقتصر على الأرواح أو الجبهات المشتعلة، صحيفة هآرتس العبرية، تسلط الضوء على ما يصفه بأنه واحد من أكبر الإخفاقات الاستراتيجية للكيان الصهيوني، ويكشف حجم التدهور العسكري والسياسي والاقتصادي.

في تقرير نشرته صحيفة "هآرتس" العبرية، رسم الكاتب الصهيوني أمير أورن صورة قاتمة لميناء "إيلات"، الذي وصفه بأنه اليوم فارغ ومجمّد، رغم الحرارة المرتفعة في محيطه، مشيرًا إلى أن لا سفينة واحدة ترسو فيه، ولا حركة بحرية تمر عبره... فالبحر بات مغلقًا من الجنوب، عند باب المندب، بسبب الصواريخ والطائرات المسيّرة القادمة من اليمن.

الكاتب رأى أن هذه الأزمة، وإن بدت في الظاهر "قضية ثانوية"، إلا أنها تمثل إخفاقًا كبيرًا لحكومة الاحتلال بين عامي 2023 و2025.

ميناء إيلات، الذي تأسس قبل 75 عامًا كموقع استراتيجي لتعزيز الاتصال مع الشرق، يعيش اليوم عزلة تامة، بسبب فقدان السيطرة البحرية على بوابة البحر الأحم، جراء عمليات القوات المسلحة اليمنية.

واستعرض أورن تاريخًا من القلق الإسرائيلي من تهديدات الملاحة، خاصة من مصر واليمن، وكيف أن السيطرة البحرية كانت يومًا مهمة مركزية للجيش الإسرائيلي منذ تأسيس الدولة. لكن اليوم، يقول الكاتب، تبدو إسرائيل عاجزة أمام الواقع الجديد في البحر الأحمر، في ظل تحوّل اليمن إلى جبهة نشطة تهدد عمقها البحري، وغياب أدوات الرد أو الحسم.

واشار أورن إلى أن الولايات المتحدة لم تُبدِ رغبة حقيقية في التدخل المباشر لحماية الملاحة إلى إسرائيل، بل على العكس، أعادت واشنطن ترتيب أولوياتها، وتركت تل أبيب تواجه تبعات ضعفها الجيوسياسي والعسكري وحدها.

وبينما يحتفل الكيان الصهيوني قريبًا بمرور 75 عامًا على تأسيس ميناء إيلات، يبدو الاحتفال، كما وصفه الكاتب، "حزينًا"، فالميناء الذي وُلد كرمز للاتصال والانفتاح، على حد قول الصحفي، الذي اشار الى ان الميناء تحوّل إلى رمز للعزلة والانكماش.

Add to Home screen
This app can be installed in your home screen