غزة.. بين نار القصف ومجاعة الموت البطيء
في الوقت الذي يترقّب فيه العالم جولة جديدة من التصعيد العسكري في قطاع غزة، يعيش أكثر من مليوني إنسان داخل هذا الشريط المحاصر كابوساً متصاعداً من الجوع، والعطش، وانهيار الخدمات الأساسية. بينما تصدح التصريحات الإسرائيلية بالوعيد، يصارع أهالي غزة من أجل البقاء، في مشهد يجمع بين الحرب والمجاعة، والموت البطيء.
بين نُذر فصل جديد من الحرب ، ومجاعة تطرق الأبواب، يعيش الغزيون اليوم على حافة الكارثة، فبينما يلوح الكيان الصهيوني بتوسيع عملياته العسكرية، فيما الغارات تسابق الجوع، وتحصد الأرواح، حيث استُشهد خلال 24 ساعة 50 شخصاً بينهم أطفال، وقُصفت منازل ومقاهٍ ومناطق مأهولة شمال وجنوب القطاع.
وفي شوارع غزة، يسير آلاف الأهالي أميالاً بحثاً عن دقيق أو ماء. المخابز مغلقة، محطات التحلية متوقفة، والمبادرات الإغاثية شبه غائبة. وزارة الصحة أعلنت وفاة طفلتين بسبب الجوع خلال يوم واحد، في مؤشر صادم لما ينتظر السكان.
ومع استمرار تدهور الأوضاع، وعلى الصعيد الإنساني، يعاني قطاع غزة من نقص حاد في المواد الغذائية الأساسية، مع اختفاء السلع من الأسواق، وارتفاع الأسعار بنسبة 1400%، الوضع الاقتصادي كارثي، الموظفون لم يتقاضوا رواتبهم للشهر الثاني على التوالي، والسيولة النقدية شبه معدومة، والمساعدات مقطوعة بالكامل منذ أكثر من شهرين، في وقت يعتمد فيه 95% من سكان القطاع على الإغاثة بشكل شبه كلي.
ومع اشتداد الحصار، دقّ المكتب الإعلامي الحكومي ناقوس الخطر، محذرًا من كارثة صحية تلوح في الأفق، تهدد حياة آلاف الجرحى والمرضى في القطاع، إذ بات وصول الوقود إلى المستشفيات شبه مستحيل، بحجة وقوعها ضمن ما يسمى "مناطق حمراء". وتشير بيانات وزارة الصحة إلى أن الوقود المتبقي لا يكفي سوى ليومين، وهو ما يعني أن المستشفيات على وشك الانهيار الكامل، بما يشمل أقسام العناية المركزة، الحضانات، وغرف العمليات.
وحمل المكتب الاحتلالَ كامل المسؤولية عن هذا الحصار المتعمد، كما دان الدول الداعمة له، وعلى رأسها الولايات المتحدة، والمملكة المتحدة، وألمانيا، وفرنسا، بتهمة التواطؤ في هذه الجريمة الجماعية.
وطالب المكتبُ المجتمع الدولي، والمؤسسات الإنسانية والطبية، بالتحرّك العاجل لمنع انهيار النظام الصحي، وإنقاذ الأرواح التي باتت على حافة الموت.