مفاوضات القاهرة.. تقدم حذر في ظل تصعيد ميداني وخلافات عالقة
تتسارع وتيرة التحركات الدبلوماسية في القاهرة، حيث احتضنت العاصمة المصرية جولة مفاوضات جديدة في محاولة لوقف إطلاق النار في قطاع غزة. زيارة صهيونية رفيعة المستوى شهدت نقاشات معقدة، بينما تتباين الروايات حول حجم التقدم المُحرز في المحادثات.
تحت ظلال التصعيد في قطاع غزة، القاهرة تتحول إلى مسرحٍ دبلوماسي ساخن. وفدٌ إسرائيلي رفيع يهبط على مائدتها التفاوضية، وملفات حسّاسة توضع على الطاولة.
وفي زيارة غير معلنة، حطّ وزير الشؤون الاستراتيجية في حكومة الاحتلال، رون ديرمر، في العاصمة المصرية القاهرة مساء أول أمس، حاملاً في جعبته بنوداً معقّدة تتعلّق بوقف إطلاق النار في غزة، بناءً على مبادرة قدّمتها حركة حماس، إلى جانب ملف بالغ الحساسية وهو إدخال المساعدات الإنسانية.
وبعد ساعات من المباحثات، غادر ديرمر القاهرة، بينما أبقت تل أبيب على وفدها التفاوضي لمواصلة النقاش.
مصادر أمنية مصرية تحدثت عن تقدّم ملموس، مشيرة إلى وجود شبه توافق مبدئي على هدنة طويلة الأمد، لكن دون حسم نقاط شائكة، أبرزها تسليح حماس.
في المقابل، الرواية الصهيونية جاءت أقل تفاؤلاً، قناة 13 العبرية نقلت عن مصادر سياسية إسرائيلية تشكيكها في النتائج، مؤكدة أن المفاوضات مع واشنطن والوسطاء الإقليميين ما زالت متعثّرة، وأن صفقة تبادل الأسرى لم تُبرم بعد.
وحتى اللحظة، يبقى نزع سلاح حماس العقدة الأكبر في مسار التفاهم، حسب ما أفادت به قناة "كان"، فيما تشير مصادر في الحركة إلى استمرار المحادثات دون أي اختراق فعلي، مع تمسّكها برفض أي حلول مجتزأة أو مؤقتة.
الملف على طاولة الكابينت الصهيوني مساء الأحد المقبل، وسط حديث عن سيناريوهات مفتوحة، من ضمنها توسيع العملية العسكرية داخل القطاع، حيث دعا رئيس أركان جيش الاحتلال، إيال زامير الإسرائيليين إلى ما وصفه بـ"تحمّل المسؤولية الوطنية"، معلناً نية الجيش تصعيد عملياته.
سياسياً، رأى رئيس حكومة العدو بنيامين نتنياهو، أن المعركة مستمرة، وأن استعادة الأسرى أولوية لن يُتخلى عنها، ورفضت حكومته مقترح وقف إطلاق نار لخمس سنوات يتضمّن إطلاق الأسرى، وفق ما نقله ديوان رئاسة الوزراء.
وفي خضم كل ذلك، عاد ملف المساعدات الإنسانية إلى الواجهة، وكشفت القناة 14 العبرية عن نية تل أبيب السماح بدخول 100 شاحنة يومياً فقط إلى غزة – مقارنة بـ600 خلال فترات التهدئة – في حال تم استئناف تقديم المساعدات. وأشارت القناة إلى أن شركة أميركية ستتولى عملية التوزيع، تحت حماية الجيش الإسرائيلي، مع ربط التنفيذ إما بصفقة تبادل، أو بتدهور الوضع الغذائي داخل القطاع.
بين مفاوضات القاهرة، وميدان غزة المشتعل، لا تزال الصورة ضبابية، بانتظار ما ستشهدة الأيام القادمة، من انفراجة تُنهي هذا الفصل الدامي، أم أن التصعيد ما زال هو العنوان العريض.