اليمنيون يواصلون التظاهر رفضاً للعدوان على فلسطين
في مشهد أسبوعي متكرر منذ انطلاق معركة طوفان الأقصى خرج مئات الآلاف في مظاهرات مليونية متواصلة في العاصمة صنعاء وبقية المحافظات اليمنية دعماً لغزة ورفضاً للعدوان الإسرائيلي والأمريكي فاي رسائل لهذه المظاهرات المتجددة؟
يشكل الخروج المليوني الأسبوعي في اليمن، وفي مقدمته العاصمة صنعاء، ظاهرة استثنائية في زمن الخذلان العربي للقضية الفلسطينية.
إذ يعبّر اليمنيون من خلال طوفاناتهم البشرية عن صلابة موقفهم الثابت والداعم لغزة في وجه آلة الحرب الصهيونية والدعم الأمريكي اللامحدود للعدوان.
لم تمنع الغارات الجوية ولا الأزمات الاقتصادية اليمنيين من الالتزام المستمر بالتحشّد الشعبي كل جمعة، في مشهد يتكرّس فيه الإيمان بالقضية وعدالة المعركة ضد المشروع الصهيوأمريكي.
ما شهدته العاصمة صنعاء من طوفان بشري في ميدان السبعين هو امتداد لـ 70 أسبوعًا من التظاهرات المستمرة، التي انطلقت منذ لحظات الإعلان عن معركة طوفان الأقصى في 7 أكتوبر 2023م، ومع استئناف العدوان الإسرائيلي بعد اتفاق وقف إطلاق النار، عاد الحراك الشعبي اليمني إلى زخمه، في تعبير عن رفض الخنوع ومواصلة الدعم حتى تحقيق النصر.
تحمل هذه المسيرات رسائل مزدوجة: الأولى إلى غزة أن اليمن حاضر ميدانياً ومعنوياً، والثانية إلى أمريكا وإسرائيل أن اليمن لا يُرهبُه الحصار ولا تُرَكِّعه الطائرات، وتكشف الشعارات والهتافات الموحّدة ورفع الأعلام الفلسطينية، عن مستوى الوعي الجمعي العالي الذي يربط بين العدوان على غزة والعدوان على اليمن، ويضعهما في خندق واحد ضمن معركة واحدة.
في سياق أكثر عمقًا، يمكن القول إن هذا الخروج ليس مجرد تضامن رمزي، بل فعل تعبوي تعبيري مقاوم، يوازي في تأثيره السياسي والمعنوي العمليات العسكرية، ويُربكُ حسابات العدو الذي يعجز عن كسر هذا الاصطفاف الشعبي.
كما أن إعلان التعبئة العامة والانخراط في ميادين التدريب والإنفاق في سبيل الله، ومقاطعة منتجات الأعداء، كلّها مؤشرات على أن اليمن لا يكتفي بالشعارات، بل يتحرّك بخطى استراتيجية تصعيدية نحو تثبيت مشروع المقاومة في وعي الجماهير.
إن صمود اليمنيين وخروجهم المليوني الأسبوعي لم يعد مجرد حدث داخلي، بل تحوّل إلى مرآة تعكس مستوى الوعي الثوري، وتفرض معادلة ردع معنوية وأخلاقية في وجه الغطرسة الصهيوأمريكية.