العدوان على غزة.. أرقام تروي مأساة عظيمة لا مثيل لها
إحصاء حكومي كشف أن جيش الاحتلال ارتكب أكثر من تسعة آلاف مجزرة في غزة منذ بداية الحرب، ما أدى إلى استشهاد أكثر من واحد وستين ألف فلسطيني وتضرر ما يزيد عن مئة وخمسين ألف وحدة سكنية، إضافة إلى استهداف الطواقم الطبية والصحفيين وتدمير عشرات المستشفيات.
في كل زاوية من شوارع غزة، وفي كل بيت مدمر، وفي عيون الأمهات الثكالى وأصوات الأطفال الذين تلاشت ضحكاتهم تحت أزيز الطائرات، تتجسد مأساة لا مثيل لها في التاريخ الحديث. أكثر من 61 ألف شهيد، ملايين النازحين، ومستقبل مجهول لشعب يواجه حرب إبادة بكل ما تحمله الكلمة من معنى.
بحسب تقرير صادر عن المكتب الإعلامي الحكومي في غزة، ارتكب الاحتلال أكثر من 9268 مجزرة منذ بداية الحرب، ما أدى إلى استشهاد 61709 فلسطينيين، بينهم 17881 طفلاً و12316 امرأة. لا تزال 14222 جثة تحت الأنقاض، في حين بلغ عدد الجرحى 111588 مصاباً، كثير منهم فقدوا أطرافهم أو أصيبوا بإعاقات دائمة.
لم تقتصر المجازر على المدنيين، بل استهدفت الاحتلال الطواقم الطبية والإعلامية والدفاع المدني، حيث استشهد 1155 من الكوادر الطبية، و205 صحفيين، و194 عنصرًا من الدفاع المدني. كما تم تدمير 34 مستشفى بالكامل، ما أدى إلى انهيار النظام الصحي في القطاع.
تجاوزت الخسائر الاقتصادية المقدرة 50 مليار دولار، إذ تم تدمير 450 ألف وحدة سكنية، منها 170 ألف دمرت كليًا. كما تعرض قطاع المواصلات لأضرار بقيمة أكثر من 1.5 مليار دولار، بينما تضررت أكثر من 30 ألف مركبة، بينها سيارات إسعاف وشاحنات نقل.
أما قطاع التعليم، فتكبد خسائر فادحة مع تدمير 1661 منشأة تعليمية، شملت 927 مدرسة وجامعة ومراكز تعليمية، ما أدى إلى حرمان 785 ألف طالب من مواصلة تعليمهم.
يعيش أكثر من 2.4 مليون فلسطيني ظروفًا قاسية بعد أن فقدوا منازلهم، حيث تعرضوا للنزوح القسري مرات عديدة. ومع تدمير 60% من شبكات المياه، يواجه سكان غزة أزمة عطش حادة تهدد حياتهم. كما أن انقطاع الكهرباء المستمر وتدمير البنية التحتية زاد من معاناتهم.
أمام هذه الكارثة الإنسانية، أعلن المكتب الإعلامي الحكومي غزة منطقة منكوبة، محملاً الاحتلال الإسرائيلي والإدارة الأمريكية مسؤولية المجازر التي ترتكب بحق المدنيين العزل. ودعا المجتمع الدولي إلى تحرك عاجل لإنقاذ ما تبقى من الحياة في القطاع، وإدخال المساعدات الإنسانية، وإعادة إعمار ما دمرته آلة الحرب.
إن غزة اليوم ليست مجرد مدينة تحت الحصار، بل هي شهادة على صمت العالم أمام إبادة ممنهجة، وهي صرخة تدعو الضمير الإنساني للوقوف أمام مسؤولياته. فإلى متى يستمر النزيف؟ ومتى ينتهي الألم؟