انسحاب أمريكي مرتقب من سوريا يُربك الاحتلال ويُعيد رسم معادلات المنطقة
اثيرت مخاوف جدية داخل الأوساط السياسية والأمنية في الكيان الاسرائيلي بشأن نية الولايات المتحدة سحب قواتها من سوريا. هذه الخطوة، إن تحققت، قد تُحدث فراغًا استراتيجيًا يعيد تشكيل المعادلات الإقليمية بطريقة قد لا تصب في مصلحة تل أبيب، وبينما تتوالى النقاشات داخل دوائر صنع القرار، تتزايد التساؤلات حول انعكاسات هذا الانسحاب على النفوذ الأمريكي، والمشهد الأمني، ومستقبل التحالفات في المنطقة.
وسط تحولات جيوسياسية متسارعة في المنطقة، تواجه "إسرائيل" تحديًا جديدًا يُهدد استراتيجياتها الأمنية، مع تصاعد الحديث عن نية الولايات المتحدة سحب قواتها من سوريا.
هذه الخطوة، التي لا تزال قيد النقاش في الدوائر السياسية والعسكرية الإسرائيلية، تثير مخاوف من تداعيات غير محسوبة، قد تؤدي إلى تغييرات جذرية في التوازنات الإقليمية، وفتح الباب أمام سيناريوهات غير مرغوبة، فضلًا عن المخاطر التي قد تتعرض لها الأقلية الكردية في الشمال السوري.
وتتزايد المخاوف داخل الأوساط السياسية والأمنية الإسرائيلية إثر تداول أنباء عن نية الولايات المتحدة سحب قواتها من سوريا، وفق ما كشفه معلق الشؤون السياسية في قناة كان العبرية، سليمان مسودة.
بحسب مسودة، فقد وصلت رسالة رسمية من مسؤولين رفيعي المستوى في إدارة الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، إلى الجهات الأمنية والسياسية في إسرائيل، تؤكد أن البيت الأبيض يدرس بجدية خيار الانسحاب العسكري من سوريا.
وأشار المعلق السياسي إلى أن هذا التطور الخطير كان محور نقاشات مكثفة في الأسابيع الأخيرة، حيث تسود حالة من القلق داخل المؤسسة الأمنية الإسرائيلية من تداعيات هذه الخطوة، ليس فقط على الوجود الأمريكي في المنطقة، ولكن أيضًا على الموقف الإسرائيلي من التحديات الإقليمية المتزايدة.
ورغم أن عدد القوات الأمريكية المتواجدة في سوريا لا يُعتبر ضخماً، حيث يقدر بعدة آلاف منتشرين في قواعد مختلفة، فإن وجودهم يحمل وزناً استراتيجياً كبيراً، خاصة في التأثير على مواقف دمشق تجاه إسرائيل.
وأضاف مسودة أن أحد أبرز المخاوف التي تؤرق قادة إسرائيل هي التداعيات المحتملة لهذا الانسحاب على الأكراد، الذين يشكلون قوة رئيسية في المنطقة ويحظون بدعم واشنطن. ويخشى المسؤولون الإسرائيليون أن يُفسح الانسحاب الأمريكي المجال أمام تركيا لشن عملية عسكرية في الشمال السوري، مما قد يؤدي إلى تراجع نفوذ الأكراد، ويُحدث فراغًا قد تستفيد منه أطراف أخرى معادية لمصالح إسرائيل.
في ظل التغيرات المتسارعة على الساحة السورية، يبدو أن إسرائيل تواجه تحدياً جديداً في حساباتها الاستراتيجية، حيث قد يؤدي انسحاب أمريكي مفاجئ إلى إعادة خلط الأوراق، مما يستدعي تحركات دبلوماسية وأمنية عاجلة لمواجهة المستجدات المحتملة.
اذا مع تصاعد الحديث عن انسحاب أمريكي محتمل من سوريا، تجد إسرائيل نفسها أمام مفترق طرق استراتيجي، حيث تواجه تحديات جديدة قد تعيد رسم خريطة النفوذ في المنطقة. وبينما تستمر النقاشات داخل الأوساط السياسية والأمنية، يبقى السؤال الأهم: كيف ستتعامل إسرائيل مع هذا المتغير المفاجئ؟ وهل ستعتمد على تحالفاتها الإقليمية والدولية لتعويض الغياب الأمريكي، أم أنها ستُجبر على إعادة النظر في استراتيجياتها الدفاعية لمواجهة سيناريوهات غير متوقعة؟ الأيام المقبلة وحدها كفيلة بالكشف عن المسار الذي ستسلكه تل أبيب المأزومة في ظل هذه التحولات المتسارعة