اليمن يقلب موازين البحر الأحمر: عملية نوعية تُرغم حاملة الطائرات الأمريكية على الفرار
في بيان حمل دلالات سياسية وعسكرية عميقة، أعلنت القوات المسلحة اليمنية عن تنفيذ عملية عسكرية نوعية استهدفت حاملة الطائرات الأمريكية "يو أس أس هاري ترومان" وعدداً من القطع البحرية المرافقة لها في شمال البحر الأحمر. جاءت هذه العملية كجزء من معركة ذات أبعاد إقليمية ودولية، تعكس فيها صنعاء تصميمها على الوقوف في وجه العدوان على اليمن، وتُظهر التزامها بالدفاع عن الشعب الفلسطيني المظلوم فماذا عن الرسائل التي حملتها هذه العملية؟
في معركة يخطّها التاريخ بأحرف من صمود، أطلقت اليمن رسائل من نار تحمل معاني العزة والردع في آن واحد. عملية عسكرية نوعية استهدفت حاملة الطائرات الأمريكية "هاري ترومان" في قلب البحر الأحمر، مزجت بين الدعم العملي للمقاومة الفلسطينية والرد الحازم على الهيمنة الأمريكية والعدوان الثلاثي. جاءت هذه العملية كإعلان واضح أن اليمن، رغم الحصار والتحديات، لا يزال قلباً نابضاً للمقاومة ورسالة أمة ترفض الانكسار أمام قوى الاستكبار العالمي.
العملية، التي نُفذت باستخدام صواريخ مجنحة وطائرات مسيرة، أظهرت تطوراً نوعياً في القدرات العسكرية للقوات المسلحة اليمنية، سواء من حيث الدقة أو القدرة على تجاوز الدفاعات المتطورة لحاملة الطائرات الأمريكية. هذه العملية ليست الأولى من نوعها، إذ تُعد الاستهداف الخامس لحاملة الطائرات "هاري ترومان" منذ قدومها إلى البحر الأحمر.
استمرار الاشتباك مع الحاملة والقطع البحرية المرافقة لها لمدة تسع ساعات يعكس مدى الجاهزية والقدرة القتالية التي تمتلكها صنعاء، رغم الحصار المستمر. نجاح العملية في إجبار حاملة الطائرات الأمريكية على مغادرة مسرح العمليات والتراجع إلى أقصى شمال البحر الأحمر يُعد إنجازاً استراتيجياً يعكس قدرة صنعاء على التأثير المباشر في موازين القوى العسكرية في المنطقة.
أكدت القوات المسلحة اليمنية في بيانها أن العملية جاءت رداً على المجازر الإسرائيلية التي ترتكب بحق الشعب الفلسطيني في غزة، وانتصاراً لمظلوميته التي تمثل بالنسبة لليمن قضية الأمة المركزية. هذا الموقف يؤكد أن الدعم اليمني للمقاومة الفلسطينية يتجاوز حدود الشعارات إلى أفعال عملية تُسهم في تغيير الواقع الميداني.
اليمن، الذي لطالما عانى من حصار وعدوان متعدد الأطراف، يرى في غزة رمزاً لصمود الشعوب المظلومة في مواجهة الاحتلال والاستبداد. ومن هنا، حملت العملية رسالة تضامن واضحة مفادها أن غزة ليست وحدها في معركتها، وأن اليمن سيبقى سنداً للمقاومة الفلسطينية مهما بلغت التحديات.
لم يكن استهداف "هاري ترومان" مجرد رد فعل عابر على الجرائم الإسرائيلية أو العدوان الثلاثي الذي تعرض له اليمن، بل يُعد تصعيداً مدروساً ضد الهيمنة الأمريكية في البحر الأحمر، التي تحاول واشنطن فرضها من خلال تعزيز وجودها العسكري في المنطقة.
اليمن، الذي يتحكم في مضيق باب المندب، أحد أهم الممرات البحرية في العالم، أثبت عبر هذه العملية أن سيادة البحر الأحمر ليست حكراً على القوى الكبرى. العملية تؤكد أن صنعاء قادرة على تعطيل المخططات الأمريكية والإسرائيلية، وإبقاء البحر الأحمر ساحة مفتوحة للمواجهة، وليس مجالاً آمناً للهيمنة.
حملت العملية رسائل متعددة على المستويين الإقليمي والدولي. فمن ناحية، أكدت صنعاء أنها جزء لا يتجزأ من محور المقاومة الممتد من إيران إلى فلسطين ولبنان، وأنها شريك فاعل في مواجهة المشاريع الأمريكية والإسرائيلية. ومن ناحية أخرى، وجهت العملية إنذاراً صريحاً للدول العربية المتحالفة مع واشنطن، مفاده أن اليمن لن يقف مكتوف الأيدي أمام محاولات الهيمنة أو التطبيع مع العدو الإسرائيلي.
كما أظهرت العملية أن القوات المسلحة اليمنية باتت تمتلك تكتيكات متقدمة قادرة على استهداف الأهداف العسكرية الحيوية للقوى الكبرى، مما يُحدث تحولاً جذرياً في معادلة الصراع الإقليمي.
العملية العسكرية اليمنية ضد حاملة الطائرات الأمريكية قد تدفع واشنطن إلى تصعيد عملياتها في البحر الأحمر، سواء من خلال تعزيز وجودها العسكري أو تنفيذ ضربات انتقامية تستهدف مواقع يمنية. ومع ذلك، يبدو أن صنعاء مستعدة لمواجهة أي تصعيد قادم، كما جاء في البيان الذي أكد جاهزية القوات المسلحة اليمنية واستعدادها للرد على أي اعتداءات جديدة.
العملية العسكرية الأخيرة تعكس تحولاً نوعياً في معادلة الصراع الإقليمي، حيث أثبت اليمن أنه لم يعد مجرد ساحة للصراع، بل أصبح لاعباً رئيسياً في إعادة تشكيل التوازنات الإقليمية والدولية.
استهداف "هاري ترومان" ليس مجرد نجاح عسكري فحسب، بل هو رسالة سياسية وأخلاقية تؤكد أن الشعوب الحرة قادرة على الوقوف في وجه قوى الهيمنة والاستكبار، وأن اليمن سيبقى منارة للصمود والنضال، ليس فقط دفاعاً عن أرضه وسيادته، بل عن كرامة الأمة كلها.
لتبقى الكلمة الفصل: عاش اليمن حراً مستقلاً، والنصر لفلسطين ولكل أحرار الأمة.